الرياح الحمراء (محمد بازي)

                                  محمد بازي




كُتب هذا  النص منذ أزيد من عشر سنوات. ويُنشر لأول مرة، وهو السِّفر السابع من كتاب" المنفى والبهجة الغريبة". هدية لكل الأصدقاء وكل الأساتذة المتخرجين حديثا / قراءة ممتعة.

    ودَّعْتُ البحر قبيل منتصف شهر سبتمبر من سنة 1995 لأسافر  إلى ورزازات ثم  نحو المجهول، كانت  الشمس  غاضبة،  قريبة في غضبها ، فكلفَتْ الملابسَ بافتراس الأبدان، والعرقَ بفضح الغرباء. كنت واحدا من المدرسين الجدد في ساحة نيابة التعليم، البياض الطافح من عيوننا يفضح خوفنا من سوء التعيين كما سمعنا عن ذلك من الذين سبقونا بالمنفى والاغتراب.
      كل شيء ساخن، الجدران تنفخ الحرارة، الكراسي ساخنة، المشروبات ساخنة، لباسي ساخن، الحذاء الجديد الضيق يتضجر  مثل أفعى آلمها الحر، والغافي (شخصية داخلية بمثابة النفس الأمارة بالسوء رافق السرد على طول الكتاب) يلعن المكان ويطلب الماء البارد  ليعوض ما يراه تبخر من الجسد. 
       أحسست أني أُقاد إلى منفى حقيقي لا أدري كم سأقضي فيه، دار الحديث بيننا عن أصعب الأماكن التابعة لنيابة ورزازات التي أسميها وقتها '' مانزا الزلات '' : أين هي الزلات؟وأخرى منازل الزلات.  ذكر الفاهمون والعارفون بتفاصيل البلاد  "تازرين" في المقام الأسوأ،ثم" تاكونيت"، و"محاميد الغزلان"... أما المدن المفضلة لدى المدرسين فهي ورزازات  في المقام  الأول وزاكورة، ثم قلعة مكونة الشهيرة بموسم الورود، سكورة، بومالن، أكدز . وهي أقل صعوبة من سابقتها.
كان أخطبوط" تازرين" يتهيأ في واحته ليمتصني، وقد فعل.
    حدثني والد صديقي الشيخ العارف بأحوال البلاد عن ذلك المكان، فيما كانت عيناه تخفيان أسرارا، وتتحرك شفتاه أحيانا دون أن يقول ما يريد قوله، أو ما لم يستطع قوله، أو ما لم يرد قوله، شجعني وطمأنني ودعا لي.
    اتجهنا في اليوم الأخير  من الانتظار إلى المحطة، هناك التقيت بعض المدرسين ذوي الحظ العاثر مثلي ممن كانوا معنا في المدرسة العليا بمراكش، بحثنا عن سيارة أجرة  تُقلنا إلى" تازرين" التي كانت قدري وقدَرَهم، لم نجد شيئا. انتظرنا ما تبقى من النهار في حرارة خانقة وعذاب نفسي شديد. رحلت الشمس أخيرا، اختفت  تلك الشعلة الملتهبة من النار، ولكن الحرارة لازالت تسكن الجدران والأحجار والأرض والهواء والأبدان. الكتب  والأمتعة  تبصق الحرارة، تتأسى وتأسف وتتأفف...تذمرت كثيرا يومئذ، وخمنت أن الأيام تخبئ لي حظا تعسا .
     في ورززات الوجوه مكسوة بمرارة وحزن ذائب مثلما هو الحال في تازرين ،لكن الناس طيبون ؛ هكذا تصور الغافي فِيَّ الأمرَ،  ثم انتفض متسائلا: لماذا إذا هذا الحظ النكد؟ وهذا الوجع العائم على موجة الروح ؟ أي أيادٍ هيأتني طُعما ورمتني  للصحراء، لأرجل الأخطبوط الراقد بين جبال '' أيت عطا '' في الظلام؟!
      كان موقف الحافلات وسيارات الأجرة في منتصف شهر سبتمبر جحيما أحمر طيلة النهار، مع حلول الليل بدأنا نيأس من العثور على من يُقِلُّنا إلى تازرين، مسافة مئة وسبعين كيلومترا تقريبا إلى الجنوب الشرقي.
 دخلت سيارة أجرة أفرغت ركابها، نزل السائق المخمور متعبا ، تحلقنا متلهفين حوله مثل السِّوار، قَبِل عَرْضَنا دون نقاش. أمامنا خيار  من اثنين، إما أن نقضي الليل في المحطة أو في سيارة أجرة. ربطنا أمتعتنا. ترك الأستاذ ذو اللحية مقعده قائلا: إن في الخمر معنى ليس في العنب...السلام عليكم، ثم تبخر...
    اختفى السائق ثم عاد –بعد نصف ساعة-بقنينتين من النبيذ، وضعهما قرب مقعده. أضاف ثلاثة ركاب آخرين على النصاب، فازدحمت السيارة بنا وبأمتعتنا الكثيرة. قال : لا تخافوا أيها المدرسون،  الجبال والمنعرجات التي سنمر منها صديقتي، تعرفني وأعرفها...
     طيلة الطريق الطويل الممل كنا نتوسل إليه بأن يحافظ على أرواحنا، خاصة وأننا غرباء ومدرسون جدد لم يتذوقوا بعد لذة الحياة ولا طعم ورودها الحمراء. سار بنا ساعة ونصف تقريبا قضيناها في الضحك والمرح. عرف كيف يخرجنا من قلقنا وانقباض أنفسنا بطريقته المرحة والمشوقة. حكى بعضا من حياته الحمراء كما وصفها، وعن أسفاره إلى طنجة، وغدر النساء، وتجاربه المتعددة في الزواج والطلاق، وطرائفه المتعددة مع والده وزبنائه، فأنسانا بسخريته الماكرة وقهقهاته بعض أتعابنا وآلامنا.
   ظلت عيناه ثابتتان تراقبان الطريق، يمسك المقود والكأس بيد واحدة، وبالأخرى يرفع الحمراء ويملأ الكأس، يقهقهه عاليا ويكرر عبارته المأثورة:" وماني سْطْعْنامْ ذْكْرَنْ الحْمى ؟ " ومعناها :  كيف حالكم مع الحر ؟
قدَّرت أن داخل الرجل ألما دفينا وماردا أحمر لا يرتوي.
    شعرت في منعرجات جبال أيت ساون بالوجع والغثيان، المقاعد لا زالت تحتفظ بحرارة النهار، والجبال كأنما تنفخ  عبر كير  كبير على وجوهنا ما خبأته صدورها.  كيف يطيق الناس هذا الحر ؟ ما طعم الحياة وسط هذه الجبال المرفوعة على دبوس حارق موصول بمركز الشمس ؟؟
      في الحاجز الأمني، توقعت أننا سنقضي الليل في العراء، خاصة وأن السائق في سكر أحمر تام، وجميع المخالفات ثابتة بالدلائل والقرائن والملابسات. أوقف السيارة، انحنى على القنينة الثانية، ونزل. بعد لحظة عاد من دونها مقهقها، انطلق ثانية وهو يسأل سؤاله المعهود:     
 - و ماني سطعنام ذكرن لحمى ؟
 تكلم الغافي فيَّ وقال :
-        هذا هو مغرب" القضية فالطاقية"، هكذا تباع مدائن البحر  في ليل الصحراء ؟
-         أجب أنت أيها الغافي المتخفي عن  السؤال. 
     في الطريق الطويل الممل غنَّى لنا قصائد الملحون بصوت شجي، وظللنا نحذره باستمرار من أن ينام أو يغيب في شرنقاته. كان يؤكد لنا بأنه يعرف ما يفعل، وأنه أسَدُ هذه الطريق دون منازع، وكان كلما رأى الجرذان تعبر الطريق خاطبها قائلا:   يا أيتها الجرذان اُدخلي مساكنك ؟
      بعد الاستراحة في" أكدز"، رمتنا الجبال للجبال. الوهاد للوهاد، البراري لأخرى،  والظلام للظلام. في"تانسيخت" انعرجنا  نحو الشرق، وسرنا في طريق طويل ممل ورتيب. بعد ساعات سأله  أحدنا  مازحا:
-        أما زِلنا في أرض المغرب يا صاحبنا ؟ ألم تتجاوز الحدود؟!
قال وهو يرفع يده  مُلَوِّحا بها في الهواء:
- انتبه يا أستاذ، المغرب شاسع، ولكنه مثل بطن الذئب. ماني سْطْعْنام ذْكْرَنْ لْحْمى ؟؟
     عاد إلى  كأسه،تجرع منها و غنى ، ثم  راح يقهقهه. في البعد بدت الجبال فوق أرض الله كتلة هائلة من الغموض، وفي ظلمة صدورنا جثم وحش العذاب يفترش كل المساحة البيضاء التي أزهرت في صيف الأحلام والتمنيات.
- إياك أن تنام يا صاحبنا؟ ردد أحد الركاب.
 كنا نراقب الطريق والسائق، فلما رآنا بالغنا في الحرص قال مقهقها :
-لا تخافوا الموت،  فإنه لا يأتي إلا في أجله وكتابه. أنا لست نائما ولن أنام حتى أوصِلكم بأمان، تريدون أن تروا سياقة النائم ؟  هكذا هي سياقة الذي يغالبه النعاس: بدأ يسير وسط الطريق في اتجاه اليمين واتجاه الشمال، والسيارة تتلاعب بنا، صرخنا  بصوت واحد  محذرين ومنذرين قبل أن تعود السيارة إلى توازنها :
-        لا نريد أن نرى النوم  أرِنا اليقظة  . حسبُك!
 عاد إلى الكأس ثانية، نظر إلى السائل الأحمر الباقي في الزجاجة، وقال بزهو: هذا هو الطباشير الذي أكتب به أنا في سبورة هذه الصحراء. وعجلات سيارتي أقلام في دفاتر  الجبال،  كل من ركب معي فهو تلميذي، أنتم الآن تلاميذي، أليس كذلك ؟
-بلى، نحن تلاميذك وأصحابك. المهم أن تعقل في أي دفاتر الطريق تكتب العجلات. عاد للغناء المر الحزين عن الأيام والدنيا والإخفاق العاطفي، وعندما أنهى المقطع، التفت نصف التفاتة، وصرخ عاليا ليسمعه الجميع:
- ماني سطعنام ذكرن لحمى ؟؟
أجبنا مثل تلاميذ حقيقيين:
- بخير ياصاحبنا.
     تعب فتوقف في بلدة تسمى "النْقُب " . لقف الزجاجة وخرج ، ثم دعانا إلى النزول لأخذ قسط من الراحة والتأمل في منازل النجوم. غير أن الجبال لازالت ترمي بحرارتها من جميع الجهات. 
     انطلق ثانية، تابعت الطريق بتيقظ طيلة الوقت، وأنا أستعيد رحلة أبطال رواية ''رجال في الشمس''، خشيت أن يقلب بنا السيارة -وما أسهل ما تنقلب سيارة السكران- إذ كل  الشِّعاب تشبه  عنده الطريق، وقد يخرج منها وهو يراقب الخسائر والجرحى، ويطرح سؤاله العبثي كما طرحه أبو الخيزران[1] على الذين كان يهرِّبهم في خزان الماء، فماتوا اختناقا  بسبب الوقت الذي تطلبته الأسئلة التافهة  التي كان  يطرحها  حرس الحدود  على السائق تزجية للوقت ، وبعد  العبور خاطب الجثث  قائلا: لماذا لم تدقوا جدران الخزان ؟؟ 
     حدثَّنا كثيرا وطويلا، وضحكنا متناسين جرح التعيين وعنت الرحلة. وصلنا بطن الأخطبوط الراقد في الواحة منذ قرون غابرة. كان النخيل يتهامس فيما بينه وكأني به يقول لبعضه:
- اُنظر إلى هؤلاء المدرسين الجدد ذوي الحظ التعس، ضحكتْ عليهم آمالهم وأحلامُهم . ورقات نحس خرجت من شوط خاسر، رمتها يد نكد على مائدة الصحراء. فيما بعد أكد لي الغافي المتذمر الذي كادت الصلة تنقطع بيني وبينه، أنه سمع في تلك الليلة وبعدها سخرية الأحجار بنا والجبال . و أن النخيل كان يتوجع ، زاره الألم الأحمر فعرفه، قرأ حروفه في دمي وتحسسه يجري مثل النمل الهارب من السيل المباغث، فتركه لما اختار وأراد.
    رأيت الغافي يبحث عن مساحة ظل وارفة داخلي، وبين أرجل أرض الأخطبوط العملاق. في سعف النخيل بحث عن معنى هذا المنفى. لم أجرأ أن أقول له شيئا نظرا للجفوة التي حصلت بيني وبينه على طول طريق الحلم والانتظار.
       نزل صاحبنا عندما وصلنا ، واتجه بخفة  إلى الفندق الصغير الذي ينزل به السياح عادة ، ذهب يناقش صاحبه ثمن المبيت:
- ستون درهما للفرد !
- إنهم لن يناموا إلا أربع ساعات، ينصرفون بعدها إلى مدرستهم!
لما يئس من تخفيض الثمن، عاد إلينا وسألنا مقهقها: ماني سطعنام ذكرن لحمى ؟؟
   انطلق من جديد بسيارته مسافة قصيرة، وقف بساحة واسعة أمام  المسجد، وقال:
   - هنا في هذا الهواء الطلق قرب بيت الله، يمكنكم أن تقضوا بقية الليل بأمان مجانا. إذا استيقظتم في الصباح أيقظوني؟!
  أخرجتُ بساطا أحمر، فرشته بين أرجل الأخطبوط، وتحت جدار بيت الله، ونام الأصحاب ورفاق الرحلة والمنفى  . 
     رفعت الشمس رايتها الحمراء باكرا، كان الذباب الكثير والعنيف يقهقه فوق رؤوسنا ويطن طنينا مرعبا. لازالت الأرض تحتفظ بحرارة الأمس،ومع ذلك تشرق شمس يوم جديد  بهذا الاشتعال... الاختناق آت. ذهب النوم، الذباب جائع ووحشي وخشن ، ولا يبتعد حتى يتحسس الزجر ويسمع –إن كان يسمع-الشتائم واللعن.
     قمت فغسلت وجهي ، أيقظت الآخرين، ومنهم صاحبنا السائق الذي تكوم مثل الأفعوان بجانب العجلة الخلفية، تبَيَّنَني بصعوبة وهو يحك عينيه الحمراوين من أثر السكر وقلة النوم قائلا :
- ماني سطعنام ذكرن لحمى ؟؟
- كيف حالك أنت مع الحرارة ؟
- أنا بخير إذا كنتم أنتم بخير .
نفض ملابسه، غسل وجهه، ورحل .
لما أفطرنا سألنا عن الثانوية، قالوا لنا : إنها فوق القمة الجبلية ...هناك اصعدوا  المنعرج  .
     الحرارة مستعرة، والشمس لا زالت ترمي الجبال بشرر أحمر، صعدنا المنعرج الوعر. من أعلى تظهر"تازرين" في السفح راقدة وسط الواحة مثل أخطبوط عظيم. تظهر الدواوير والتجمعات السكنية "والقصور"[2] شامخة وسط النخيل الذي يمتد على حدود مرآى العين. الجبلان الضخمان يحاصران الواحة، في ملتقاهما يمر الواد اليابس ويختبئ رأس الأخطبوط.
     جدران الثانوية الحمراء كئيبة على فراق المغادرين، والراية الحمراء الجديدة ثابتة فوق الباب فرحة بالعام الجديد وبالقادمين. ليس في المكان  أجمعِه ما يسر العين، أو يُدخل البهجة إلى الصدر ولو للحظة. ازدادت صدمة الصحراء، وعرفت أني وصاحبي الغافي قد انتهى بنا  الطموح إلى المنفى. قال متذمرا:" هذا جزاؤك،  فضَّلْتَ البحرَ فرماك حُبُّه للصحراء، اِعو أيها الذئب المهزوم في هذه الفيافي، فهي لا تصلح إلا للعواء. اُكتب إن كان لديك ما تكتب، فهذا الفراغ القاسي الدامع لا يصلح إلا للكتابة ؟"
      في تازرين شعرت بالرهبة والخوف واللامعنى، فاخترت العزلة صديقة ومربية، تزوجها الغافي فيما بعد، حضرتُ زفافهما على مضض، وكانت هي ملاذه و بهجته الغريبة .
     اِكترينا مسكنا قرب الثانوية، غادره المدرسون السابقون، انتقلوا وتركوا علامات الحضور والغياب معا. تيقنت أن العيش بهذا المكان سيكون قاسيا ومُضنيا. اللون الأحمر الكئيب يغلف الجدران، الذباب يطن بعنف وخشونة. وكلما حل الليل هجم ناموس صغير مؤلم لا يكاد يُرى، مرابط  على جبهة الدم . يقوى الطنين، وتنزل الكوابيس الحمراء، الجن الأحمر والشكوك السوداء تذهب وتروح بين الناس في كل مكان،شموع لا تزيل الظلام، وعقارب ضخمة تتحرك فوق الجدران كأنها دبَّابات ثقيلة تسير على أرض واطئة.
     أمام هذه المكابدات الحمراء، اختبأنا في كثير من الأحيان وراء النكت والطرائف،أما الكتابة فقد حاولتها فعجزتُ وتقاعست، ثم توقفتُ في لحظات انهزام مريبة عند الصفحات الأولى، فالقلم الأحمر كان مشغولا بالتصحيحات. جفاني النص فتركته، نفضت يدي من تربته. قتلتُ في الأشهر  الأولى كثيرا من العقارب، ولم أتمكن من كتابة نص واحد .
     تازرين أرض منفاي توالت عليها سنوات الجفاف والأيادي العجاف، ولا وردة تستريح في نداها العين  فتبتل الروح، تحيي ما تيبس من عروق نخلة القلب، قعر مظلمة.  وحده الأخطبوط كان يدير أرجله الست على عنق الغافي. يأسره إلى مدى غير معلوم. وكنت مجرد متفرج سلبي على ما يصنعه بصاحبي .
     الأشياء رتيبة داخل البيت، البساط الأحمر، السجادة الحمراء، المنبه الأحمر، الحقيبة الحمراء، الغطاء الأحمر، الطِّلاء الأحمر، المذكرة الحمراء... اكتشفت أني مسكون بالأحمر، محاط به، لعله اللون المفضل للساكن فيَّ دون أن أدري. أنا لا أفضل هذا اللون، لكنه يفرض نفسه علي كلما أردت ابتياع شيء. لما اجتمعت هذه الأشياء في غرفة واحدة عرفت أن الحمرة عميقة فيَّ، حتى المداد الذي أكتب به أحمر. لاحَظَ ذلك تلاميذي، فساروا على نهجي، ولم أستطع أن أمنع أحدا مما يفعل، وإلا لكان علي أن ألوم نفسي أولا، وعلام اللوم؟ اللون ليس إلا أحد مظاهر المرحلة، الأشياء الأخرى يكوِّنُها الإحساس، والألم والشعور بالضيق والكآبة الحمراء.
      بعد شهور، عاودني الحنين إلى ركوب الناقة الحمراء، ناقة الكتابة.. ربطت السنام بالسنام، في كل جلسة مسائية هادئة كالعادة أعد الشاي، وأسافر في الأمكنة والأزمنة  الماورائية. ما قرأتُ لكم  بعضُ ماكتبتُ .

       عليكم مني السلام، وإلى إبحار آخر...
  تازارين 1999

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: