أَحمد بوحسن أُنموذَج رِيَّادي في تَحديثِ الفِكر النَّقْدي العربي محمد بازي


                                                                                                              
                                     أَحْمَد بُوحْسَن

أُنموذَج رِيَّادي في تَحديثِ الفِكر النَّقْدي العربي[1]
 تقديم محمد بازي


     
      تألق هذا الباحث المقتدر أواخر القرن الماضي ومطلع القرن الحالي، وكان قائدا معرفيا كبيرا في مجال تخصصه النقدي، وبالأخص في نظريات القراءة والتأويل، وهو من الأوائل الذين فتحوا هذه الجبهة المعرفية في الجامعة المغربية، وفي النقد المغربي عامة، ودليل ذلك ما أصدره من مؤلفات هامة في هذا الاتجاه كما سنذكر، وكذا الأبحاث العليا التي أُنجزت تحت إشرافه، أو شارك في مناقشتها. ولأنه كان محبوبا لدى الأساتذة والطلبة بشكل كبير لتواضعه وأخلاقه العالية، فقد استطاع أن يبني معهم شبكة للتواصل والحوار والتفاعل المعرفي البنَّاء، وهو ما يَسَّر له _ تبعا للتطلعات المعرفية الكبرى التي  حركته- بناء صرح نقدي يناسب حجمه، تَمثَّل في الكثير من المنجزات المعرفية الكبيرة، مثل الكتب القيمة التي أصدرها، وسلسلة المنشورات الجامعية والأكاديمية التي أشرف عليها وتابعَ صدورها بانتظام، ثم الكتب الجماعية التي شارك في تأليفها، والندوات العلمية الوازنة التي سهر على تنظيمها أو شارك فيها. وظل في مجال النشر الالكتروني من المشرفين على "رِباط الكتب" الموقع الرقمي المتميز المختص في شؤون الكِتاب والنقد. كما  أشرف على إصدار سلسلة "الأعلام" بكلية الآداب بالرباط، وتنسيق دراسات هامة خاصة بانتقال المفاهيم النقدية الغربية إلى النقد والفكر العربي رفقة محمد مفتاح .كل هذا جعل منه نموذجا عاليا للمثقف البنَّاء، والباحث الرصين، والمترجم الأصيل، والمشارك الدينامي في بناء الصورة المثلى للجامعة التي ينتمي إليها، وللنقد المغربي عامة.
الترجمات المؤسِّسة
      هذه بعض وجوه الأخلاق العالية لهذا العَلم والتي جعلت هذه الصداقة المعرفية بيني وبينه تستمر لما يقرب من عشرين سنة، وتبعا لذلك فمن باب الإنصاف والتحقيق والتدقيق الذي تعلمناه منه، أن نذكر باختصار الإضافات الكبرى التي حققها مشروعه النقدي الممتد والمنفتح في مجال الترجمة، والدراسات الأدبية والنقدية:
     تتميز ترجمات الأستاذ أحمد بوحسن بالاحترافية، والدقة، والسلاسة، والتنوع، والعمق، فقد تيسرت له قراءة أهم الأعمال الأجنبية باللغة الفرنسية والإنجليزية والألمانية، وهو أمر نادر بين المترجمين. لعل هذا الاهتمام باللغات ذات الأصل اللاتيني تعلما واستقصاء قد منحه كفايات منهجية وتحليلية عالية للوقوف على الأصول الاشتقاقية للمصطلحات النقدية، وضبط الأصول المرجعية للنظريات والمناهج المؤثرة في النقد العربي الحديث، وهذا ما منح ترجماته قدرة الوقوف على البعد العميق والدقيق لمقاصد الذين تَرجم لهم. فضلا عن اهتمامه المباشر والمركَّز بنظريات التلقي والتأويل، ونظريات الأدب والنقد، ولذلك تمكَّنت ترجماتُه من ضبط أصول المفاهيم الأدبية والنقدية وتحولاتها من حقل إلى حقل، ومن سياق إلى آخر.
      يتأكد القارئ من هذا الأمر بالاطلاع على الكتب التي ترجمها مثل "تكوين الخطاب السردي"[2] عن الإنجليزية لصبري حافظ. تظهر أهمية هذا الكتاب في الدواعي التي جعلته يختاره موضوعا للترجمة، ومن تلك الدواعي أن الكتاب يحفل بالتجربة السردية العربية، ويُظهر التعالقات الحاصلة بين السرد القديم والحديث، كما يبين أدوار السرد الغربي في تكوين معالم السرد العربي الحديث، وذلك عبر توظيف مؤلفه لأدوات منهجية اجتماعية وتكوينية وشكلانية. ستقدم ترجمة هذا المؤَلَّف القيم فوائد كبرى للمهتمين بالسرديات، وبالنقد العربي الحديث. 
      ثم ترجمته لكتاب" المجتمع والمقاومة في الجنوب الشرقي المغربي"[3] من تأليف روس إ. دان؛  وهو مرجع هام يُعنى بتاريخ منطقة الجنوب الشرقي المغربي أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، يدرس ويحلل أشكال مقاومة المغاربة للغزو الأوروبي. ولعل الأستاذ بوحسن أراد أن يضيء جانبا ظل معتما من تاريخ المنطقة التي تربطه بها وشائج خاصة، وأن يقدم للمؤرخين المغاربة دراسة هامة في تاريخ المغرب، والمغرب الشرقي تحديدا، و قد أخرجه ولعُه بالترجمة وتمكُّنه من أدواتها- فضلا عن محبة البلاد الشرقية المغربية- من تخصصه الأدبي والنقدي إلى حين، ولكنها كانت نقلة معرفية لها فائدة كبرى على علم تاريخ المغرب. ولجودة الترجمة وأهمية الموضوع فقد نال بها جائزة المغرب الكبرى للكتاب سنة 2007.
      كما انخرط منذ وقت مبكر في ترجمة المقالات المؤَسِّسة لنظريات التلقي خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين، والتي ضَمَّن بعضا منها كتابَه" نظرية الأدب(القراءة _الفهم_ التأويل)[4]، وكتاب "في المناهج النقدية المعاصرة"[5].  في الكتابين كما في غيرهما ظل أسلوبه في الترجمة عربيا فصيحا، عالي الصنعة مع الوضوح والسلامة، بل تجد فيه من السلاسة والاستقامة ما يجعلك تحسب بأن العمل ليس ترجمة، وإنما كُتب أصلا باللغة العربية. هذا المستوى العلمي الراقي لا يصل إليه إلا من امتلك ناصية صناعة الترجمة، وهي عمل معرفي وثقافي في غاية التعقيد والصعوبة، لما تتطلبه من جهد التدقيق، والتمحيص، والبحث، والمقارنة، والتنسيق، وجودة التحرير، والتنقيح. ولا يتم هذا للمترجم إلا بالإدراك التام لمقاصد المؤلِّف الأصلي، وطول الخبرة والمراس بمجال الترجمة، والصبر على البحث والاستقصاء، والعودة المضنية والمتكررة إلى المعاجم والمراجع، والتأني والتأمل والمساءلة النقدية، والإحساس بمسؤولية المعنى ودور المترجم في ذلك، فضلا عن إتقان اللغات الأصلية(الفرنسية والإنجليزية والألمانية...)، واللغة الهدف(العربية)، ثم أخيرا القدرة على صياغة محصل الفُهوم بأسلوب عربي سلس.
      في ترجمات أحمد بوحسن لا يعوقنا ما نجده عادة لدى الكثير من المترجمين من عسر الفهم، وسوء التركيب الجُملي، واختلال الفهم، وبُعد المعنى وغموضه، ولَيِّ رؤوس العبارات بالعسف والقوة، واختلاق المصطلحات البعيدة، أو الإبقاء عليها كما  هي (وكتابتها بحروف عربية). بل إنك تقرأ نصا مترجما كأنه كُتب باللغة العربية أصلا، وهذا من أقوى معايير الترجمة الجيدة. لقد تأتى لأحمد بوحسن نشر ترجمات جيدة بحكم انخراطه في قراءة "نظريات الأدب" و"مناهج النقد الغربي"، و"نظريات القراءة والتأويل" وتمثلها وتدريسها مبكرا  بكلية الآداب بالرباط  إلى جانب مجموعة من الباحثين المقتدرين أمثال محمد مفتاح، وسعيد يقطين، ومحمد الدغمومي، وإدريس بلمليح،  وغيرهم.
   نظرية النماذج والبحث عن الأنساق     
      لا شك أن الحماس الأكاديمي والمعرفي الريادي بجامعة محمد الخامس- أواخر القرن الماضي-  قد دفعه للانخراط بقوة في حركة التأسيس تلك، والتي استفدنا منها وتمثَّلنا روحها، فانخرطنا في ذلك  مسبوقين بهؤلاء الرواد، ومحميين بهم من حيث لا نشعر، لأنهم كانوا في الواجهة _ الجبهة الصعبة_ لتحويل هذه النظريات إلى النقد العربي،  وبناء المشروع المعرفي الضخم المتعلق بالتلقي والتأويل، ثم الامتداد به نحو التراث الإسلامي والعربي دراسة وتنقيبا وتجريبا، مثلما صنع أحمد بوحسن في كتابه البديع: "العرب وتاريخ الأدب: نموذج كتاب الأغاني"[6] ، وهو دراسة قيمة حاولت توظيف المناهج النقدية المعاصرة، و"نظرية النموذج" تحديدا للاشتغال على كتاب" الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني، وتبيان النظرية الكامنة خلف تأليفه، والأنساق العاملة فيه التي تُشَكِّل وجها لعلم تاريخ الأدب عند القدامى.
         يحمل هذا الكتاب في ثناياه أطروحة على درجة كبيرة من الأهمية، منطلقها إمكانية "بناء نماذج" معرفية قوية متضمَنة في المتون التراثية استنادا إلى التحليل والمساءلة وإعادة تشكيل الأنساق. يُقدِّم الكتاب تحديدات دقيقة لمجموعة من المفاهيم الأساس مثل: النموذج، والنسق، والتحقيب، وتاريخ الأدب..الخ. ثم يوضح طبيعة نموذج تاريخ الأدب الثاوي في المؤَلَّف الضخم للأصفهاني وهو قائم على" تداخل الثقافات" و"تفاعل الروافد". تحكمت في هذا النموذج –حسب  المُؤَلِّف- نظرية خفية تؤمن بالتداخل والتفاعل بين الأنسجة الثقافية المختلفة، وهي حاضرة على شكل أنساق معرفية ومنهجية ضمنية. هكذا وفضلا عن النتائج القيمة التي انتهى إليها هذا الكتاب، فإنه يؤسس لمبحث واسع _قَلَّ من تَفطن إلى أهميته وجدواه _ يروم بناء الأنساق الخفية في المؤلفات التراثية، استئناسا بما استجد من النظريات والمناهج والنماذج المعاصرة، وعلى قدر ما يسمح به اجتهاد المجتهد، وطاقته على الاستكشاف والاستقصاء.
        أما كتاب "في المناهج النقدية المعاصرة" فيضم  أهم تصورات نظرية التلقي والتأويل الغربية، ومستويات تفاعل النقد العربي الحديث معها، حيث تتبع الباحث انتقال مفاهيمها تتبعا نقديا عالما، وما تعلق بذلك من كيفيات ترجمتها وتوظيفها، مستأنسا بما يسمح به النقد الإبستيمي لإضاءة ما يتعلق بهذه الانتقالات المفهومية والمنهاجية. كما تَضَمَّن بحثا قيما حول "النص ومراجعه" مقدِّما تصورات الشكلانيين والبنيويين في هذا الشأن، وتصورات "بارت" و"ريكور" وأدوار التفاعل القرائي في بناء مراجع النص. كما يكشف في مبحث مستقل ظروف ظهور نظرية التلقي في النقد العربي الحديث، هذه النظرية التي حولت الاهتمام من المؤلف والنص إلى القارئ، بدءا من مدرسة " كونستانس" الألمانية وتصورات "ياوس" و"إيزر" (تفاعل الذات والموضوع/ القارئ والنص/الفعل والبنية، القصدية والوعي، جمالية التلقي (الجمال يوجد في ذات المتلقي)، أفق الانتظار، اندماج الآفاق، المنعطف التاريخي، وغيرها من المفاهيم البانية لأطروحة "ياوس"، كما عرض فرضيات "إيزر" المتعلقة بالنص وصيرورة القراءة، وشروط تفاعل القارئ.
      تُبين المراجع المعتمدة في هذه الدراسات سعة اطلاع الباحث باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وقدرته على التتبع والمقارنة والتمحيص الدقيق، وهو ما يكشف عن شخصية باحث عالم مُدقق سعى إلى تقديم الحقائق المعرفية تقديما علميا بَنَّاء. ويجد القارئ المختص في هذا الكتاب دراسة مُعَمَّقة حول الشَّكْلانيين الروس تُعرِّف بمنهجهم وتصوراتهم وتركيزهم على العمل الأدبي واستقلالية الدراسة الأدبية، وبيانا للاتجاهات الفرعية للشكلانية. ومن ثمة تتبع حضور الشكلانية في الخطاب النقدي المعاصر الأوروبي منه والعربي، وكيف اطلع الباحثون العرب عليها أوَّلا في مظانها من المراجع النقدية الفرنسية، ثم بعد ذلك عبر ترجمة إبراهيم الخطيب الرائدة ل"نظرية المنهج  الشكلي".
       في الكتاب دراسات تطبيقية أخرى مثل دراسة نص المختار السوسي: "طه حسين في إيليغ"[7] ، و"الأدب الشعبي والرواية"، و"تشييد الآخر في الثقافة العربية الإسلامية"، وغير ذلك. وهو يُعد لبنة قوية في النقد المغربي المعاصر على مستوى تحديد المرجعيات وإبراز انتقال المفاهيم، ونقدها نقدا معرفيا عالما، والتعريف بمناهج نقدية في وقت مبكر من تطور النقد العربي، إلى جانب المقاربات التطبيقية التي تضمنها. وكل ذلك نتاج جهد كبير في البحث والاطلاع، والبناء، والترجمة، وتدقيق المفاهيم، مع جودة التقديم، وهو ما لا يخفى على كل ممارس للكتابة والتأليف، أو المتتبع للنقد العربي في محطاته الأخيرة.
      أما في كتاب" نظرية الأدب" فقد قام أحمد بوحسن باختيار مقالات مُؤَسِّسة من النقد الغربي لترجمتها إلى العربية، وهو عمل يستند على  جودة اختيار التصورات النقدية الرائدة، مستهدفا بذلك تطوير أدوات المقاربة النقدية العربية، وتعريف الباحث/ الناقد الأدبي العربي بما أنتجه الغربيون بدءا بترجمة "مدخل إلى نظرية الأدب" من الإنجليزية لتيري إيكلتون، و"القارئ النموذجي" لإيكو، و"وضعية التأويل"، و"آفاق نقد استجابة القارئ" و" من الفهم إلى الترجمة" لإيزر، ومقال عن" العقدية" لياوس، و"مقاربة نسقية موجهة للدراسات الأدبية" للباحث الألماني شميدت. وأخيرا ترجمة لمقال"السلطة وخطاب قاعة المحكمة "عن الإنجليزية لفاطمة الزهراء المراني.
 أثر ترجمات أحمد بوحسن
       لقد استفاد الباحثون من هذه المقالات عندما صدرت  مفرقة في عدد من المجلات المُحَكَّمة خلال التسعينيات، وكانت إلى جانب ترجمات قام بها باحثون آخرون رافدا أساسيا للتعرف على أهم التصورات النقدية الغربية. لعبت هذه المترجمات دور التيسير والتمهيد والتعريف والتقريب. وقد يسرت للقراء كثيرا من مهام الترجمة وتعريب المفاهيم، وتقريب التصورات، فحصل توظيف كثير من الرؤى النقدية والمفاهيم والأدوات المنهجية  في دراسة متون عربية قديمة وحديثة.
    كان لهذه الأعمال المؤسِّسة، وللروح العالمة والعاملة الكامنة خلفها، تأثير كبير مباشر على جل الباحثين الذين كانوا يتابعون – وقتئذ- دراساتهم العليا بكلية الآداب بالرباط وبغيرها، على اختلاف في العمق والتصور وبُعد النظر. و نعترف أن هذه الحركة التأويلية التي شهدها الدرس النقدي بالجامعات المغربية خلال التسعينيات من القرن الماضي كان لها تأثير كبير في اهتماماتنا المعرفية والتأويلية. وهو ما سمح للدارسين الجدد- واستئناسا بجهود هؤلاء الرواد وملاحظاتهم واقتراحاتهم- بالانخراط الواعي والمتأني لبناء تصورات تكميلية هامة داخل نظريات البلاغة والتـأويل الحديثة.
خاتمة
    يحمل المشروع النقدي لأحمد بوحسن تصورات معرفية تستحق الاطلاع عليها، والنهل من معينها، يجدها القارئ في" تاريخ الأدب عند العرب"، و"الخطاب النقدي عند طه حسين"، ومقالاته القيمة، فقد كان فيها منظرا مؤسسا، وباحثا أصيلا، وناقدا متمكنا من قضايا الأدب والنقد والتأويل والترجمة، وعالما بخرائط تاريخ الأدب واتجاهاته. كما سيكتشف الدراس لكل أعماله باحثا هادئا ومتأنيا، ومشاركا بقوة في تأسيس مشهد النقد المغربي والعربي دون ضجيج أو صخب، ويزكي ذلك مشاركاته الوازنة في العديد من الندوات العلمية وطنيا ودوليا، وتوجيه الباحثين نحو آفاق معرفية ومنهجية رحبة. وبالإجمال، تتساند في بناء المشروع النقدي عند أحمد بوحسن الدعامات التالية:
_ الاطلاع الواعي والاستيعاب العالي للنظريات النقدية الغربية.
_التمكن من اللغات الأجنبية، والبحث العميق المستمر في الأصول المفهومية والاصطلاحية.
_ احترافية أفعال الترجمة واستحضار ضوابطها العلمية .
_ القدرة على توسيع دائرة مشروع نقدي وازن عبر الأعمال الجماعية: الندوات والمؤلفات التي قام بتنسيقها، وكذا الأطاريح الجامعية التي أشرف عليها أو شارك في مناقشتها.
_ الانشغال بالبعد الوظيفي للنظريات الغربية، وتحيين التصورات المتعلقة بها في دراسة التراث الإسلامي والعربي، والسير في هذا الاتجاه، سواء ما قام به بنفسه في مجال تاريخ الأدب، أو ما وجَّه إليه طلبتَه في مجال دراسة المتون التراثية بمناهج حديثة.
_ تحويل هواجس الانبهار بالنظريات الغربية إلى الألفة والأنس بها، والتصرف فيها تصرفا قاصدا، وتطويعها وَفْق ما يناسب المعطيات التراثية والظواهر النصية العربية والخصوصيات الأدبية المحلية.
_ تقريب النظريات والمناهج النقدية الأجنبية من القارئ العربي، وتوضيح أصولها ومرجعياتها وإمكانيات الانتفاع بها.
_ تمهيد الطريق أمام الباحثين الجدد بتذليل عقبات الاطلاع على ما لدى الغربيين، وإعداد العدة المفهومية والإجرائية والمنهجية لذلك.
_  تأسيسا على ما سلف، يمثل أحمد بوحسن عمودا من أعمدة النقد العربي الحديث، وخبيرا مدققا بفنون الترجمة، وحلقةً معرفية قوية لا بد من استحضارها، والوقوف المتأني عند منجزاتها ضمن سلسلة التطورات الكبرى التي عرفها النقد المغربي والعربي الحديثين.

 



 -[1]  أصل هذه الورقة مداخلة ألقيت في الندوة التي أقيمت تكريما للدكتور أحمد بوحسن بالمكتبة الوطنية بالرباط يوم 26 أبريل  2013.
[2] - صبري حافظ،تكوين الخطاب السردي، ترجمة :أحمد بوحسن، دار القرويين، البيضاء، ط1، 2002.
[3] - روس إ. دان، المجتمع والمقاومة في الجنوب الشرقي المغربي، ترجمة :أحمد بوحسن، ومراجعة عبد الأحد السبتي،منشورات زاوية، الرباط، ط1،2006  .  
[4] - أحمد بوحسن، نظرية الأدب(القراءة _الفهم_ التأويل، دار الأمان، الرباط، ط1 ،2004.
[5]- أحمد بوحسن، في المناهج النقدية المعاصرة، دار الأمان، الرباط، ط1 ،2004.
[6] - أحمد بوحسن، العرب وتاريخ الأدب: نموذج كتاب الأغاني، توبقال، البيضاء،ط1 ،2003.
[7] - لأحمد بوحسن  كتاب مستقل آخر بعنوان: الخطاب النقدي عند طه حسين، دار التنوير للطباعة والنشر ، بيروت، 1985.موضوعه: تحليل مجمل أعمال طه حسين النقدية.



شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: