المرتكزات العلمية والمنهجية لإقراء النص الأدبي محمد بازي



فَهْمُ الخِطاب
 نحو مشروع قرائي متعدد الاستراتيجيات

 الكاتب: مُحَمَّد بازِّي



31 مارس 2018
دعوة من المركز الجهوي بكلميم في موضوع
المرتكزات العلمية والمنهجية لإقراء النص الأدبي
       السياقان العام  والخاص لإشكالية الفهم والإفهام.
       المدخل الفلسفي الوجودي:جعل الفهم من الأولويات الكبرى لبناء الإنسان والحضارة.
       المدخل العلمي : كيف تتحقق عند  القارئ بلاغة تأويلية كما تحققت عند المنتج بلاغة إنتاجية؟
       السياق الخاص
إشكالات فهم الخطاب في السياق المدرسي
عندما يتحول النَّص إلى جُثَّة
      «مَن» يُدَرِّب «مَن» على الفهم المقبول؟
       تشخيص وضع القراءة المنهجية
        المأمول: القراءة المنهجية مشروع قرائي إقرائي يكون فيه المتعلم مركز العمليات، ويكون فيه المدرس منشطا يبث الروح في الجماعة، ويحفز أفرادها على تذوق لذة النصوص والإحساس بمتعة القراءة.
الملاحظة – الفهم – التحليل – التركيب -التقويم 
       اختلالات تنزيل القراءة المنهجية
       الواقع: الافتعال/ التنميط، السطحية، الغاية الإشهادية، التكرير ، حفظ/  المقدمات/الوهم المرجعي/الفصل بين الشكل والمحتوى/ الاختزالية/ تجاهل الأدبية/ عدم مراعاة الخصوصيات الأجناسية....
عبودية المنهجية، والاعتذار بضيق زمن التعلمات، وعدم قدرة المدرسين على تطويع الأدوات لتكون في خدمة التلذذ بالنص الأدبي، والخروج من مسارات التجريب المنهجي والتقطيع الشكلاني.
 التبعية الثقافية
تكريس الإنشاء
المتون
عدم إدراك الأساس الفلسفي لمرجعيات القراءة المنهجية
   تطبيق القراءة المنهجية حرفيا يجعل النَّص جُثَّة للتشريح
ضعف أدوار هيئة المراقبة التربوية
       الأساس الفلسفي  صعوبات التطبيق وهزالة النتائج.


لماذا وصلنا إلى هذا الوضع؟
·       الفرضية الأولى : تطبيق القراءة المنهجية بشكل آلي، ودون وعي نظري وفلسفي بخلفياتها وأسسها التطبيقية، جَعَل القراءة عملا تقنيا تشريحيا يفسد فهم المعاني الأدبية.
·       الفرضية الثانية : ضعف التكوين التأهيلي، والافتقار إلى نظرية الفهم والإفهام والتلقي الجمالي، وعلوم التأويل، عوامل أدت إلى الوقوع في تبعية حرفية مميتة لما في الكتاب المدرسي ولقيود التوجيهات الرسمية. الفرضية الثالثة: نظام التعليم، وتقويم الامتحانات الإشهادية، وكثافة المادة المقررة، وعدم مناسبة معظمها للعصر، ولميول المتعلمين وتطلعاتهم.
·       الفرضية الرابعة: تتعلق بطبيعة تكوين المكونين وأدوار تتبع المؤطرين التربويين.
·       الفرضية الخامسة: ضعف المتعلمين أنفسهم في التمكن من أدوات القراءة والفهم، بسبب غياب القراءة الحرة، وعدم تعلقهم بالدرس الأدبي فلسفيا ووجوديا ولغويا، ويرتبط بذلك عدم تمثلهم للكفايات المنتظر تحققها لديهم عبر الأدب، وأهمية ذلك في تكوينهم ومسارهم العملي والحياتي.
       الفرضية السادسة: اعتماد المنظور القرائي الواحد قد يكون له دور كبير لإدخال درس القراءة في النمطية والتكرير والآلية والجمود. وتبعا لهذا فإن مقترح تعدد استراتيجيات القراءة مع اختيار متون مخففة من النصوص المختارة قد يكون بديلا. وخاصة إذا رافقه تكوين معمق في موضوع الاستراتيجيات الفرضية الخامسة: ضعف المتعلمين أنفسهم في التمكن من أدوات القراءة والفهم، بسبب غياب القراءة الحرة، وعدم تعلقهم بالدرس الأدبي فلسفيا ووجوديا ولغويا، ويرتبط بذلك عدم تمثلهم للكفايات المنتظر تحققها لديهم عبر الأدب، وأهمية ذلك في تكوينهم ومسارهم العملي والحياتي.
الفرضية السادسة: اعتماد المنظور القرائي الواحد قد يكون له دور كبير لإدخال درس القراءة في النمطية والتكرير والآلية والجمود. وتبعا لهذا فإن مقترح تعدد استراتيجيات القراءة مع اختيار متون مخففة من النصوص المختارة قد يكون بديلا. وخاصة إذا رافقه تكوين معمق في موضوع الاستراتيجيات المقترحة وتدريب حقيقي عليها.
       بيان المفاهيم: الفهم / الخطاب/ المشروع/ الاستراتيحية..
     قيادة التغيير ودعوة إلى التفكير الاستراتيجي في درس الأدب
        "من ؟ يقول ماذا؟ لمن؟ متى؟ أين؟ لأي هدف؟ بأي وسيلة؟". وهي أسئلة حقيقية يمكن اعتمادها استراتيجية ثابتة تستحضر عند دراسة أي نص.
       يضع التفكير الاستراتيجي المتعلم دائما أمام  هذه الأسئلة : أين أنا؟ وإلى أين أريد أن أصل؟ وكيف ؟ وبماذا؟ ومن أجل ماذا؟  ومن ثمة يتعامل بكل طاقاته مع التعلمات، كما يستعمل العقل الذي يمنحه طاقة الافتراض والتخطيط التلقائي، والبحث عن مشاريع ذاتية.
     مشروع رؤية استراتيجية[1] موجهة إلى تحسين إقراء الأدب
       نستعير من الاستراتيجية الحربية التموقع المناسب من النص، أي أخذ موقع تأويلي يسمح لنا بمعرفة النص واقتحامه، ومستويات كثافته، ونوعه،  والإحساس برهبة المعاني المجهولة فيه، والإحساس بتحمل مسؤولية المواجهة والاستعداد الكافي لها، والعزم على الانتصار، والحافزية،  والتدريب القبلي على المناورة والمغامرة، وتفقد الإمكانيات المتاحة لربح رهان الفهم.
       ونستعير تحديد الأهداف، وبناء رؤية وجودية لتحصين الذات، وتعزيز وجودها الثقافي والسياسي والديني والعلمي. كما  يمكن أن نستعير تكتيك الحرب واستراتيجية الدعم، والبحث عن الموارد المعرفية لتذليل عقبات الفهم. ونحذر في الوقت نفسه من كل شرور الحرب ونيرانها ودخانها. هكذا تفكر كل الثقافات الرائدة في مجال الفكر والاقتصاد والرياضة والسياسة، وكل الأشخاص الناجحين يفكرون تفكيرا استراتيجيا لتعزيز وجودهم انطلاقا من معرفة وجودية بالكينونة ومعرفة رصينة بكيفيات الفعل.
ويلي ذلك تحديد الأهداف والأولويات والأساليب والوسائل والخيارات والأبدال الراجحة أكثر من غيرها. وهكذا فعندما نفكر في قراءة أي نص لابد من تحديد كل ما سبق والتعامل معه تعاملا استراتيجيا، مع بيان الأهداف التكتيكية القريبة التي نسعى إلى تحقيقها، وهذا يتطلب قارئا مناورا ذكيا، حذرا يمارس النشاط التفاعلي الذي ألفه في لعبه مع أقرانه، وفي تحصيله بعض المكاسب  الصغيرة في الأسرة  أو المدرسة.
       إنها تعلمَّ الاستراتيجية يمكن المتعلمَ من بعض الأدوات (الأسلحة) ويدعوه إلى مواجهة التعلمات بإصرار لكسب الرهان. وهكذا يمكن أن نستعير التفكير الاستراتيجي لقراءة النصوص وإقرائها، وهذا ليس جديدا، فمن المعتاد في نظرية التلقي أن نسمع عن الاستراتيجيات القرائية، وفي  مجال التـأويلية الإسلامية هناك استراتيجيات تأويلية كثيرة في فهم النص الديني: سُنية، معتزلية، شيعية، ظاهرية، فلسفية، صوفية، لغوية نحوية، وبلاغية
            إنها مناورات باردة، تدور بين قارئ  ونص، قارئ ندربه على مراحل وفترات، بدءا من المستوى الإعدادي، وبعمليات تدريبية صغيرة مع نص قصير لنسمها مناورات صغيرة، تصاعديا وتنازليا، تصوريا، ولغويا، وتقابليا، وثقافيا، ومرجعيا، وبنيويا، وسيميائيا... وبهذا المنظور  يمكن أن نخرج من نمطية القراءة المنهجية، ومن مساوئ تطبيقها، وآفاتها ومشكلاتها التقنية التي أدت بدرس الأدب إلى الباب المسدود.
       لا بد أن يطرح كل متعلم على نفسه مجموعة من الأسئلة نستعيرها من التفكير الاستراتيجي: ما هو موقعي الحالي تجاه ما أقرأ؟ ماذا أريد منه فهما وتحليلا؟ بماذا سأصل إلى أهدافي؟ ما هي خطتي؟ كيف أحقق أهدافي بنجاح؟  فيم سيفديني كل هذا الجهد؟ كيف أتطور معرفيا واستراتيجيا وقيميا عبر النصوص؟ كيف أتمكن من تحليل الخطابات وفهمها ومناقشة ما تحمله من رؤى وقيم وفلسفات؟ كيف أبني وجودي الهادف بالنصوص؟ وكيف أرد على ما تحمله النصوص من رؤى غير صحيحة للوجود والحياة والإنسان سواء ما كان داخل "المقرر" أو مما أطلع عليه في الكتب والمجلات وعلى الشابكة؟  كيف أُكَوِّن موقفا (معرفة الكينونة) مما يجري في هذا العالم؟ ومن الخطابات الرائجة؟ وكيف أتصرف عمليا(معرفة الفعل) بعد تحصيل الفهوم؟


الاستراتيجيات الصغرى(نماذج)
·    استراتيجية التموقع والربط.
·    استراتيجية الربط بالمعرفة الخلفية
·    استراتيجية التوقع والتخمين
·    استراتيجية التقابل
·    استراتيجية الانتقاء
·    استراتيجية النماذج الاستعارية

 
استراتيجيات كبرى
للمستويات التـأهيلية والجامعية
       استراتجية التساند والتطالب
       استراتيجية تحليل الخطاب
       الاستراتيجية التقابلية
        الاستراتيجية الاستعارية
خلاصات وتوصيات
أما عمليات التغيير التي نقترحها ضمن هذه الرؤية الاستراتيجية [2] الموجهة لتعلم القراءة وتعليمها فهي:
- تجديد طرائق تدريس الأدب وتنويع المقاربات المنهجية .
- تجاوز التناول الآلي والسطحي من القراءة المنهجية إلى القراءة الاستراتيجية، ومن القراءة النمطية إلى القراءة الإبداعية.
-التحول من القراءة المفتعلة بأدوات مسبقة جاهزة ونمطية إلى القراءة التفاعلية.
- تدريس اللغة بالأدب والنماذج النصية، أي تدريس اللغة بالأمثلة لا القواعد، لا اعتماد المنظور التحليلي الاستقرائي بمعية المتعلمين، ففي أي كتاب لتعلم اللغة الإنجليزية مثلا نجد اعتماد وضعيات التواصل(التعارف، التعريف بالذات، الحديث عن مهن الآخرين، الحديث عن الهوايات.....) وسيلة لتعلم اللغة ومعها قواعدها ومعجمها دون جعل القواعد غاية في حد ذاتها. وأنت تجد هذا في المستويات الابتدائية والإعدادية والثانوية. وهي تجربة تركز على احتذاء الأمثلة، وتكرير الصيغ النحوية، وفي تواز مع ذلك يتم التركيز على الإملاء ورسم الكلمات بصورة صحيحة وعلى النطق السليم وفق قواعده .











[1] - مفهوم الرؤية الاستراتيجية متداول كثيرا في مؤلفات قيادة التغيير الاستراتيجي، وقد تمت استعارته من قبل المجلس الأعلى للتعليم في مقاربته الإصلاحية 2015-2030. و نستعيره بدورنا من نظريات التعيير لبيان صورة الواقع المأمول في الدرس القرائي.
[2]- تم الاستئناس ببعض أفكار التفكير الاستراتيجي في كتاب: محمد عبد الغني حسن هلال، مهارات التفكير والتخطيط الاستراتيجي : كيف تربط بين الحاضر والمستقبل، مركز تطوير الأداء والتنمية، مصر الجديدة،2008.ص13.وكذا: كتاب التخطيط الاستراتيجي المبني  على النتائج، مجيد الكرخي، وزارة الثقافة والفنون والتراث، قطر، ص20.

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: