التأويل التقابلي وإسهامه في فهم النصوص وتجديد دراستها (الجزء الأول)




إبراهيم شكري                               

              
تقديم
بدل الباحث محمد بازي مجهودا معرفيا كبيرا من أجل أن يوجِد للتأويل التقابلي صيغة المنهج الرصين والدقيق، الذي يمكن توظيفه في فهم النصوص والخطابات أولا، ثم في إفهامها أو تدريسها ثانيا، بنوع من الجدة والإبداعية والفعالية التي عز نظيرها في كثير من المناهج التي احتكرت تحليل النصوص والخطابات. إننا في حاجة اليوم إلى نظرية في التحليل والمقاربة، منبعثة من ثقافتنا العربية ومن تراثنا العربي الغني، ومستفيدة من تراكمات العلوم والنظريات الأخرى بما ينفع، فليس هناك من مسوغ لإسقاط مناهج منقطعة الصلة عنا وعن ثقافتنا اسقاطا أعمى، وهي التي انبثقت في مجتمعات أخرى، وثقافات، قد تكون متعارضة مع مبادئنا وقيمنا وقناعاتنا.
سنحاول في هذا المقال، تسليط الضوء على نظرية التأويل التقابلي، بنوع من التركيز على مبادئها وأسسها وسبل تطبيقها في الحقل التعليمي التعلُّمي، على اعتبار أن التأويل التقابلي صناعة ثانية تروم التأويل والفهم، تقابلها صناعة أولى أنتجت النص أو الخطاب المراد تأويله وفهمه.
1-            تعريف النص باعتباره بناء متقابلا
تتعدد التعريفات المقدمة لـ "النص"؛ فكل منهج/مقاربة ينظر إليه من الزاوية التي يشتغل في إطارها؛ فالبنيوية مثلا ترى فيه حدثا لغويا مستقلا، والمنهج النفسي يعتبره كاشفا عن نفسية منتجه. والمقاربة السيميائية تتجه إلى العلامات اللغوية وغير اللغوية الدالة. ومقاربة النصوص من منطلق التناص تنظر إلى النص باعتباره تداخلا بين نصوص أخرى سابقة ولاحقة، وهكذا يكون اشتغال المناهج والمقاربات على النصوص انطلاقا من المرجعيات الفكرية التي تحكمها، وانطلاقا من الأولويات التي تأخذها بعين الاعتبار.
والأكثر من ذلك أننا نجد داخل المقاربة الواحدة تعددا في تعريف النص، بل أحيانا أخرى تضاربا؛ فهذه لسانيات النص، التي انكبت أعمالها على النصوص خاصة، تقترح تعريفات متعددة ومختلفة، حسب التوجهات التي تحكمها، وهي التي تعاملت مع النص إما بوصفه تعبيرا عن أفكار، أو علامة لغوية وأنموذجا لسانيا جديدا، أو بوصفه سلسلة من الجمل، أو وحدة لغوية، أو فعلا لغويا، أو بوصفه سيرورة معرفية، أو تقاطعا من المعارف والقدرات، أو قالبا تواصليا[1].
على هذا المنوال، تقترح نظرية التأويل التقابلي بوصفها نظرية في مقاربة النصوص والخطابات تعريفا للنص، وهو تعريف غير تابع للأهواء والتغيرات، لأنه ينطلق من مبدأ كوني، وهو أن الكون ينتظم وفق أزواج متقابلة، فالنص "بنية من المتقابلات الظاهرة والخفية، النصية والمبنية على أفعال التأويل"[2]، من هنا يظهر أن نظرية التأويل التقابلي كما طورها الباحث محمد بازي تنظر إلى النص باعتباره فعلا تأويليا للكون، يقوم به المنتج لحظة إنتاجه للنص، والمتلقي لحظة استقباله.
تبعا لهذا يكون كل نص بناء تقابليا "يعكس الخطاطات الأولية للمعنى عند منتجيه، والقارئُ المؤَوِّل يتتبع هذه الخطاطات عبر تشريح تجزيئي للمستويات البانية للنص (الحرف، الفعل، الكلمة، الجملة، العلاقات الداخلية، المقاطع، الترتيب، المساق، السياق...)"[3]، وذلك من أجل أن يستكشف مستغلقاته، وأن يصل إلى المعنى كما تبلور في ذهن المنتج أثناء إنتاجه.
إن النص في تصور بازي هو مجموع الوحدات المعنوية الممثلَّة لغويا عبر تقابل المكونات، والعناصر بأي علاقة أو أي اعتبار من طرف أي قوة تلق افتراضية وتأويلية بانية، وهو مجموع البنيات الجزئية المتقابلة ظاهريا أو باطنيا أفقيا أو عموديا، وفق أي علاقة تواجه (وجها لوجه) قابلة للملاحظة، فالنص كون لغوي متقابل، ومنطلق اشتغال دلالي وتأويلِي عالمٍ وبليغ.
يتشكل الفهم انطلاقا من هذا التصور من مجموع العمليات الإدراكية التي يقوم بها المحلل المؤَوِّل، من أجل "اكتشاف حقيقة ممكنة كامنة في النص موضع القراءة، أو في ظاهرة من الظواهر التي حولنا. أو هو إعداد مشاريع في القراءة تنسجم مع موضوع الفهم"[4]، فالفهم بالتقابل من هذا المنظور ليس أداة لفهم النصوص والخطابات فحسب، بل هو أداة مفيدة وناجعة في فهم العالم، الذي بني أصلا على التقابل.
2-            كونية التقابل
نشير بدءا إلى أن التقابل لا يوجد في النصوص والخطابات فحسب، بل هو معطى كوني وحياتي، عبره يمكن فهم الوجود، والعلاقات بين عناصره كيفما كانت؛ فقد خلق الكون على نحو متقابل، والتقابل لا يكون "إلا عبر حضور أحد العناصر مقابل عنصر آخر"[5]، بحيث تتواجه في الكون الأشياء، والأشخاص، والأوضاع، والحالات، والأحاسيس، والألوان، والأشكال، وغير ذلك، وقد يكون ذلك واضحا أو خفيا، كما أن التواجه قد يكون ثنائيا أو ثلاثيا أو رباعيا...إلخ، فكل المخلوقات أزواج، قال الله تعالى:﴿سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ﴾[6]، وقال أيضا: ﴿وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ[7]. تدل حقيقة أن المخلوقات بمختلف تمظهراتها وتلاوينها أزواج على أنها مبتدعة ومحدثة مسبوقة بالعدم، خلقها واحد أحد، فرد مطلق منزه عن الند والمقابل والمعاضد والمعارض، هو الله "الذي يقدر على خلق الشيء وخلافه، وابتداع زوجين من كل شيء"[8].
تحضر آلية التقابل، من هذا المنطلق، في كل ما نقول، وما نقرأ، وما نكتب، وفي الفهم والتفهيم، وقد سعى الباحث محمد بازي في كتابه "التأويلية العربية: نحو نموذج تساندي في فهم النصوص والخطابات" إلى توضيح هذه الآلية بمختلف مستوياتها وآلياتها ومسالكها، حتى تشكل نواة لمنهاجية تأويلية تقابلية، "يعتمدها المؤولون في فهم الظواهر من حولهم، نصية كانت أو غير نصية اعتمادا على شبكة من البنيات المتعارضة أو المتراتبة أو المتخالفة أو المتماثلة، على أساس تقابلي، يمكن من إبراز المعنى في أحسن صوره"[9]؛ فيقترح بذلك منهجية تأويلية لمقاربة شاملة لكل مناحي الحياة والنظر إلى الوجود، أساسها مبدأ كوني مبني على التقابل بمختلف تمظهراته.
التأويل بالتقابل موجود أصلا في الأذهان، وفي تعامل هذه الأذهان مع إنتاج النصوص وتلقيها، غير أنه نسق خفي ومضمر في كل معنى، يتم العمل به بشكل تلقائي، لهذا تأتي نظرية التأويل التقابلي من أجل إظهار هذا النسق، الأمر الذي ينتج عنه كشف وتحقيق تلك البلاغة التأويلية الموجودة في النصوص. وبهذا يكون المعنى في النموذج التقابلي - وهو نموذج يبحث عن المعنى - كونيا سابقا في الوجود المتقابل، ثم نجده في القصديات التي تبني المعنى، سواء من حيث الإنتاج، أو كشفها عن طريق التلقي، وقد وُضع هذا المعنى "في البنيات النصية عبر تراكيب لغوية خاصة، ثم تأتي التجربة التأويلية لتعبر مسالك المعنى تقابليا للوقوف على قصدية الإنتاج"[10]، من هنا فالتأويل التقابلي استراتيجية قرائية تروم بناء المعنى كما تشكل في ذهن المنتج، من أجل تأويل القصد، عن طريق إرجاع النص إلى أوله.
3-            تعريف التأويل التقابلي
إن التقابل في تصور صاحب النظرية التأويلية التقابلية هو "محاذاة المعاني بعضها ببعض، والتقريب بينها في الحيز الذهني والتأويلي لإحداث تجاوب ما، أو تفاعل معرفي وإضاءة بعضها للآخر. وهو خاصية تواصلية وإدراكية، فالأمور تُفهم وتُتمثل بشكل أفضل بعرضها على مقابلاتها، بل إن الحياة مبنية على أساس تقابلي: تخالفي أو تماثلي أو تواقفي أو نقيضي، فما في الوجود شيء إلا وفيه ما يقابله"[11].
انتبه الباحث في هذا التعريف إلى مسألة مهمة جدا، وهي أن الأمور تُفهم وتُتَمثَّل بشكل أفضل بعرضها على مقابلاتها، فجميع النصوص والخطابات مبنية على هذا التقابل، وجميع النقاشات والحوارات تكون مبنية عليه، ولن يكون التواصل بين شخصين إلا إذا بدأ الأول بالكلام ورد عليه الثاني بكلام يقابل كلامه، وإلا فلن يكون هناك تواصل بينهما.
إن التأويل ينزع إلى الحياد والمقبولية، إذ يبني تقابلات النصوص أثناء قراءتها على النحو الصحيح، والتأويل التقابلي بناء على هذا "إجراء قرائي في تمثل المعاني، وإدراك العلاقات فيما بينها، بما يسمح بأحسن فهم"[12]، ويتم العمل في هذا الإجراء، بالكشف عن العلاقة الكامنة بين بنيتين نصيتين متماثلتين أو متخالفتين من حيث الدلالة، ويمكن للبنيات أن تكون كلمة أو جملة أو فقرة.. إلخ، غير أن الكثير من الذين لا يفهمون التقابل على حقيقته، يظنون أن التقابل ليس إلا مرادفا للتضاد والمقابلة والترادف، وهو أوسع وأشمل بكثير من هذه المفاهيم البلاغية.
إن التأويل التقابلي نظرية في الفهم وبناء المعنى، وهو أداة ووسيلة من أجل كشف المعاني أولا ثم تفهيمها ثانيا، ويكون هذا البناء والتفهيم "عبر إحداث التقابل بين المعاني والعناصر بما يوضحها أكثر؛ لأن التقابل حاصل في التفكير المنتِج للغة، وفي انتظام الكلمات والمعاني، ويجليه التقابل بمستوياته الكثيرة، ومظاهره التي ينفسح لها ذكاء المتفهم واجتهاده"[13]. بهذا لا يكون التأويل التقابلي أداة لفهم المعنى فحسب، بل هو أداة لتفهيمه أيضا، يخالف في هذا عديدا من المقاربات التي تحلل النصوص وتشرحها، فلا تخرج بمعنى، وإن خرجت به، عجزت عن توصيله إلى الآخرين. والمعرفة لا تكون معرفة إلا إذا تقبلها الناس، والفهم لا يكون فهما، إلا إذا وصل إلى الآخرين بنوع من السهولة واليسر.
4-            المرجعيات النظرية للتأويل التقابلي
تختلف المرجعيات النظرية التي تمتح منها نظرية التأويل التقابلي، فهي ليست يتيمة بدون أب، إذ ارتكزت في بناء منطلقاتها وتصوراتها على مرجعيات متعددة، أجملها محمد بازي في: البلاغة العربية القديمة، ونظريات التلقي والتأويل الحديثة، وعلم النص، وتحليل الخطاب، وكتب التفسير، والشروح الشعرية، وعلم الأصول، والفلسفة، والمنطق، والمناهج النقدية، وكتب الأدب واللغة، والمعاجم والموسوعات، وكتب السير والأخبار والدواوين، وكتب تاريخ الأدب، والدراسات النقدية القديمة والحديثة، ونظريات الأدب، والتداوليات (علم التخاطب) وغيرها[14].
بهذا تكون نظرية التأويل التقابلي قد قدمت نموذجا لفهم النصوص لا ينطلق من أي إيديولوجية متطرفة، على غرار بعض المناهج التي ضحّت بفهم النصوص من أجل تحقيق قناعات شخصية وتمريرها، وتحميل النصوص ما لا تحتمل، فاستندت نظرية التأويل التقابلي إلى كل ما وجدته مفيدا ونافعا ومنسجما مع بنائها العام، وجعلته من صميم إجراءاتها، بحيث كانت نظرية منفتحة غير متزمتة، هدفها الأسمى تحقيق بلاغة تأويلية في الفهم.
يلخص محمد بازي كيفية الاشتغال في إطار النموذج التقابلي بكونه "لا ينطلق من خارج تراكمات العلوم النصية واللغوية والبلاغية والنحوية والسيميائية والاجتماعية والتداولية؛ بل يتزود منها حسب حاجاته، يأخذ منها ما ينفع في تحقيق الإشباع الدلالي، وانسجام التأويل؛ أي ما يُنْتِج في نهاية المطاف قراءة مؤَوِّلة بليغة، مقنعة وقادرة على السفر مع النص عبر رحلته التاريخية في عوالم التأويلات الممكنة والمحتملة، إن كان جديرا بذلك. وقد تتوقف رحلة النص والتأويل معا، لعدم قدرة النص على الصمود أمام تبدلات الزمن، حينئذ لا معنى لتأويل يستمر دون نص مستمر ومتفاعل مع الحياة"[15].
5-            مفاهيم التأويل التقابلي
للمفهوم دور كبير في انتشار النظريات، فهي لا تقوم إلا به، وهو على حد تعبير محمد مفتاح "أعلى درجة لتحصيل المعرفة النظرية والعملية لإنجاح الإنسان في هذا الكون، لأن المفهوم منِّظم للحدس وللإحساس"[16]، بهذا تكون كل نظرية رصينة هي تلك القائمة على مصطلحات ومفاهيم دقيقة تكون بمثابة أدوات تشتغل بها.
قدم محمد بازي لإيضاح نظريته مجموعة من المفاهيم التي مكنته من الفهم الدقيق والتأويل البليغ لمجموعة من النصوص المختلفة، وهي مفاهيم من شأنها أن تمد كل مهتم بأداة إجرائية صالحة لمقاربة مختلف النصوص والخطابات. وترجع هذه المفاهيم في عمومها إلى، مفاهيم موجودة في حقول معرفية أخرى وُظفت كما هي في هذه الحقول المعرفية، وأخرى موجودة لكن الباحث أضاف إليها ما ينسجم مع نظرية التأويل التقابلي، أو قدمها بما ينسجم معه، ومفاهيم أخرى اكتشفها الباحث وأبدعها، فلم يكن بذلك مستقبلا للمفاهيم ومتقبلا لها، بل استطاع إنتاج مفاهيم أخرى جديدة، مكنه منها التأويل التقابلي.
ويمكن إجمال المفاهيم التي وظفها الباحث خلال تعامله مع النصوص في مفاهيم متعددة نستعرضها كما يأتي: (تقابل الإثبات والنفي، التقابل الافتراضي، تقابل الأمكنة، التقابلات الاستتباعية، التقابلات الصغرى المؤطرة، التقابلات الكبرى، التقابلات النصية المؤطِّرة، تقابل التحاور، تقابل التراتب، تقابل التشارك اللفظي، تقابل التشاكل، تقابل التصدير، تقابل التفارق، تقابل التمثيل، تقابل التناسب، تقابل الحاضر والغائب، تقابل حال الذوات، تقابل الخبر والإنشاء، تقابل الخطاب، التقابل الزمني، تقابل الصيغ والأوزان، تقابل الظاهر والباطن، تقابل الفاعل والمفعول، التقابل المتعدد، تقابل المعنى ومعنى المعنى، تقابل المقاصد، تقابل النسق، تقابل النسق التواصلي، تقابل النص وسياقه، التقابل النظيري، تقابل النظائر النصية، التقابل النقيضي، التقابل النووي، تقابل التشابه، تقابل التفارق، تقابل التحاور، تقابل التشاكل، التقابل الافتراضي، التقابل النووي، تقابل النص والعنوان، تقابل المقاطع والفقرات، البناء التقابلي الظاهر والخفي، تقابل العوالم المادية والمعنوية، التقابل الكوني، تقابل الذوات، تقابل الحضور والغياب، تقابل الكم والكيف، تقابل الأفضية (الأمكنة والأزمنة)، التقابل التفاضلي (أحسن، أفضل، أكثر، أجمل..)، التقابل الخفي في البنيات الاستعارية والمجازية، التقابل المستهدف، التقابل المنطلق، التقابلات الأفقية والتقابلات العمودية...إلخ).
يظهر انطلاقا من عرض هذه المفاهيم، أن نظرية التأويل التقابلي تتميز بجهاز مفهومي غزير، وهذا يدل على أن المفهوم الأصلي – أي التأويل التقابلي- له قدرة فائقة على التشعب إلى مفاهيم إجرائية أخرى، و"هذا التشعب مؤشر قوي على أن إجراءات تأويلية التقابل تستطيع النفاذ إلى تفاصيل الظاهرة النصية والخطابية، وعلى التموضع المنهجي المناسب، والمتلائم مع خاصياتها، ومميزاتها"[17]. ويمكن لهذه الأنواع من التقابلات أن تساعد مدرس اللغة العربية على توظيف التأويل التقابلي في نصوص مختلفة، كما يمكن للمدرس أن يُنمي هذه التقابلات، ويستخرج تقابلات أخرى غير التي تم ذكرها.
استفاد التأويل التقابلي في بنائه للمفاهيم المتعلقة بفهم النصوص والخطابات من جهود منهجيات أخرى سابقة، التقت معه في بعض اهتماماته. فهو منهج لم يأت من أهواء صاحبه، أو من العدم، بل جاء بعد بحث عميق وتقليب جاد في مرجعيات مختلفة، بغية الاستفادة منها في بلورة منهجية متكاملة.
يلزم من هذا المنطلق، وأمام هذا الزخم المصطلحي والمفهومي، أن يؤلَّف معجم يضم مختلف مصطلحات نظرية التأويل التقابلي ومفاهيمها التي تتعلق بمختلف الإنتاجات الأدبية وغير الأدبية، حتى يستفيد منها الباحثون استفادة مباشرة ووظيفية في مقاربة مختلف النصوص والخطابات على أشكالها وألوانها المتعددة.



[1]- انظر: كورنيليا فون راد صكوحي، لسانيات النص أو: "لسانيات ما بعد الجملة وما قبل الخطاب"، ضمن كتاب مقالات في تحليل الخطاب، تقديم حمادي صمود، منشورات كلية الآداب والفنون والإنسانيات، منوبة، تونس، 2008، ص.ص. 53-69.
[2]- محمد بازي، نظرية التأويل التقابلي: مقدمات لمعرفة بديلة بالنص والخطاب، منشورات الاختلاف-الجزائر، ومنشورات ضفاف-بيروت، ط.1، 1434هـ-2013م، ص.37.
[3]- المصدر نفسه ص. 37.
[4]- محمد بازي، التأويلية العربية: نحو نموذج تساندي في فهم النصوص والخطابات، منشورات الاختلاف-الجزائر، الدار العربية للعلوم ناشرون، ط.1، 1431هـ-2010م، ص. 142.
[5]- نظرية التأويل التقابلي، ص.64.
[6]- سورة يس، الآية 36.
[7]- سورة الزخرف، الآية 12.
[8]- نظرية التأويل التقابلي، ص.66.
[9]- التأويلية العربية، ص. 223.
[10]- نظرية التأويل التقابلي، ص. 85.
[11]- التأويلية العربية، ص. 222.
[12]- نفسه، ص. 221.
[13]- نظرية التأويل التقابلي، ص. 81.
[14]- انظر نفسه، ص. 35.
[15]- نفسه ص.ص.37 - 38.
[16]- محمد مفتاح، ما المفهوم؟، من كتاب، المفاهيم تكونها وسيرورتها، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 2000، ص.19.
[17]- نظرية التأويل التقابلي، ص. 47.

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: