صدور مؤلف جديد للدكتور محمد بازي معنون بصناعة القادة في المجال التربوي

محمد بازي
صدر عن دار القلم العربي للنشر والتوزيع كتاب" صناعة القادة في المجال التربوي: رؤية متناغمة مع عالم متغير"، وأصل الكتاب أبحاث ومحاضرات قُدِّمت للأطر الإدارية التربوية في صيغة التكوين الجديدة. ثم استقر الرأي – بعد تأمل عميق ومراجعات متتابعة- على تقاسم ما جاء فيها مع المهتمين بالتفكير الاستراتيجي وقيادة التغيير. ويطيب لي بهذه المناسبة أن أشكر للأستاذ الدكتور مسعود بوكرن تفضُّلَه بمراجعة مخطوطة هذا الكتاب، و إسهامَه القَيّمَ لتحسين إخراجه، وصبْرَه على ذلك مرتين تحقيقا وتأنيقا. وأشكر للدكتور جامع هرباط تكَرُّمَه بإبداء الرأي السديد حول ما جاء فيه بعد قراءة فاحصة متأملة وعالِمة. شكري يظل متجددا للأفواج الستة من أطر الإدارة التربوية المتدربة لسنة 2018 بمركز الإمام الغزالي بأكادير التي سَعِدتُ بتكوينها، وكانت أول من تلقى هذه المحاضرات، فأسهمتْ في إغنائها بآرائها الوازنة، وتحمستْ لنشرها. والشكر أخيرا للأستاذ عبد الرحيم هروش الذي تفضل بمراجعة مدققة نهائية مفيدة قُبَيل إعداد هذه المدونات للطبع، ولكل من تحمَّل بعضا من عناء تقريبها من قرائها البلغاء المحتملين. ولِلهِ الحمدُ- أوَّلا وأخيرا- حمدًا كثيرا طيبا يليق بجلال وَجْهه وعَظيمِ سُلطانه.

مقدمة الكتاب
أسئلة التغـيـيـر
مداخل لفهم تكوين قادته
يسعى هذا الكتاب إلى إعادة صياغة أسئلة المداخل الأساس لتكوين عصري في مجال الإدارة التربوية، رهانه تحقيق أسس الحكامة الناجعة، والإدارة التربوية الناجحة، مع تأصيل قيم العمل الإداري، وتحويل القيم الروحية التي يتحلى بها الإنسان المغربي في أبعادها المعتدلة المتسامحة، والقيادية المتنورة، إلى مجال عملي بيِّن الأهداف والمقاصد، وواضح الغايات. وهذا لا يناقض مرجعية النظام التربوي المغربي؛ فالقصد التذكير، وتبيان تلك الأسس المنطلق منها، وجعلها مثالا حيا للنماذج القيمية التي نسعى إلى تحقيقها على أرض الواقع. ولذلك سيجد القارئ المهتم بموضوع القيادة التربوية في هذه المقدمة باختصار، وداخل الكتاب بتفصيل، المداخل الضرورية للنجاح - كما نتصور - في مجال التدبير الإداري، وبناء شخصية قيادية متميزة بالعطاء المتجدد، والحماس الدائم، والتواصل الفعال، والتفكير الهادف والمنظم.
المدخل الأول: تغيير الذات مدخل لتغيير ما حولها 
من المعلوم أن التجربة الوجودية لكل فرد تظل موضوع تغيير مستمر، وخاصة إذا انطلقت من رؤية شمولية للحياة، ومن تموقع مهني صحيح، وتزودت بالخبرة والمعرفة، والقدرة العالية على التواصل. وهكذا، فإن التَّفَقُّه في مآلات الوجود، وإدراك الترابط بين النسق الحياتي الشامل، وبين النسق الفلسفي الشخصي (الرُّؤى والاتِّصافات) من شأنه أن يوجِـد عند المدبرِ المربي تناغما مناسبا مع متغيرات العصر، وخاصة إذا أدرك هذا القائد المدبر بأن الإصلاح والتغيير المنتظر منه وظيفيا هو نفسه الإصلاح المطلوب منه وجوديا، فهو مستخلف في تدبير شؤون نفسه، وشؤون الناس من حوله، وقد وُكِّل بكل ذلك ودُعي إلى طَرْق باب الحكمة والعلم والأخلاق لبلوغ كمال التدبير.
كان الحديث عن التغيير إلى عهد قريب من قبيل الممنوعات، لأنه كان مرادفا لزعزعة الاستقرار الاجتماعي، لكن التغييرات التي عرفها العالم في العقود الأخيرة، والدينامية التي عرفتها البيئات الاجتماعية محليا، ونشاط منظمات تنمية المجتمع المدني أثَّرت في البعد العمودي للتغيير، فوجدت الدولة في الجمعيات شريكا حقيقيا للتنمية، تعززت به ثقافة الحوار والتشارك والتقاسم، ونجحت مشاريع كثيرة قائمة على منظور تغيير الواقع الاجتماعي بمشاريع التنمية المحلية وبقادة استراتيجيين ميدانيين.
أصبحت قيادة التغيير - اليوم- مطلبا ملحا لتحقيق التنمية الاجتماعية والثقافية والسياسية، وتم الاقتناع بأهمية القادة المحليين في التغيير، وتطوير أدوات العمل لتحقيق الجودة. وتعززت أدبيات قيادة التغيير في المجال الاقتصادي، بتنظيم دورات تكوينية للقادة والمدبرين الإداريين، واستفادةً من تأليفات كثيرة في مجال التدبير الإداري الناجح وفق مقاربات تشاركية. وتم الاقتناع بأن طريق النجاح وتحقيق المردودية العليا يبدأ بنشر ثقافة القيادة الناجحة والتدبير التشاركي، والعمل على تدبير النزاعات المهنية، وتحقيق شروط التوافق بين الأطراف المعنية بالتغيير.
المدخل الثاني: التحول من التدبير الإداري إلى الرؤية القيادية
في المجال التربوي وفي ميدان التدبير الإداري تحديدا، تبين أن تغيير منظور المديرين للإدارة التربوية أصبح ضروريا ليلائم ثقافة التنمية المحلية الساعية إلى تكوين الرؤى الجديدة، والأفكار المبتَكَرة، والمقترحات التدبيرية العصرية، والانخراط في تأسيس فِرق عمل، والبحث عن الشركاء المحليين والدوليين لحل مشكلات الواقع. المكتب وأدواته وألوانه لا يصنع التغيير، والإدارة المركزية لم تعد المسؤول الوحيد عن التنمية الوطنية والجهوية، فالشركاء المحليون والممثلون الرسميون لكل قطاع حيوي هم ركائز تدبير المؤسسات؛ هذا ما يقوم عليه المنظور الجديد للمدبر الإداري في مشاريع "الرؤية الاستراتيجية"، وقد أصبح من اللازم أن يتسلح أي مسؤول إداري بثقافة التغيير فلسفةً واطلاعًا وفهمًا وضبطًا وتطبيقا، وأن يدرك أدواره في تنمية واقعه العملي بأدوات معرفية وتواصلية، وبمهارات تدبيرية، وبمقومات فنية في الأسلوب المهني والحس التفاعلي والتشاركي.
من هذه المنطلقات نبعت الحاجة إلى تكوين أساس في القيادة التربوية، بل إلى تكوين مستمر، ودورات تطبيقية وتحسيسية متتابعة، مع تشجيع التَّميُّز، وإظهار النماذج الناجحة، والاحتفاء بها. ينبغي إذاً إحداثُ تغييرٍ في تمثلات الفاعل الإداري المكتبي لاحتضان أنموذج الفاعل القيادي الذي يجعل من الإدارة وسيلة لا غاية، ولا دليل على حدوث ذلك إلا أن يبرهن هذا الفاعل الإداري على مستويات عليا من الاتصاف بأخلاقيات القيادة في صورها الأكثر حداثة.
المدخل الثالث: المنظور الشمولي للتغيير 
يحتاج النسق الثقافي المؤسسي إلى تداول أفكار جديدة عن قيادة التغيير، بنشر تصورات حداثية عن التدبير التشاركي بين القائد التربوي ومن يعمل بجنبه من المدرسين، مما يقتضي تكوين هيئة التدريس كذلك وفق هذه المستجدات، وإطْلاعها على المنظور الجديد للقيادة التربوية المؤسسية. وهكذا - وانطلاقا من تقارير المجلس الأعلى للتعليم الأخيرة ورؤيته الإصلاحية - فإن فقه ثقافة التغيير، والانخراط في الأوراش الإصلاحية بالمؤسسات التربوية، ينبغي أن يكون جزءا من تكوين المدرسين كذلك، حتى ينخرطوا في مشاريع التغيير البناءة بشكل تشاركي فَعَّال. وقد قيل: خُطّاف واحد لا يَصْنع الرَّبيع، وفارس واحد لا يثير الغبار.
لعملية التغيير مداخل كثيرة أهمها في الاعتبار تكوين أطر القيادة التربوية الناجحة، وتكوين المدرسين تكوينا مهنيا وتشاركيا جامعا، بل ينبغي تحسيس المتعلمين وأولياء أمورهم بأدوارهم في تطوير المشاريع الثقافية والتنموية والإصلاحية والتنظيمية والتربوية، وجعلهم ينخرطون فيها اقتراحا ودعما وتنفيذا وحماية.
كل مدبر إداري يمكن أن يكون قائدا رائدا في مؤسسته، وقد مُنح صلاحيات قوية للاقتراح التنموي، وهندسةِ التغيير وقيادةِ مشاريعه، وصناعةِ النجاح التربوي، على قدر طاقته الإبداعية والتقنية والتواصلية بتحويل الرؤى المبتكرة المنبثقة عن واقع المؤسسة إلى مشاريعَ قابلةٍ للإنجاز، بل يمكن أن يستعيرها من واقع مشابه وتعديلها حتى تفي بمتطلبات مؤسسته، مع ما يقتضيه ذلك من تخطيط واقتراح وإقناع العاملين معه بالانخراط في التغيير، واستثمار كل ما هو متاح من الإمكانيات البشرية والمادية لبلوغ واقع آخر مأمول يُطور أسلوب العمل أو مردوديته أو جماليته، ويُحَسِّن الأداء، ويضمن مزيدا من الثراء الفكري والمادي.
المدخل الرابع: الحاجة إلى بناء نماذج محلية
يعرف المجتمع العصري دينامية تطورية واسعة شملت كل مناحي الحياة، وارتبطت بالحداثة الاقتصادية والإدارية والانفجار الرقمي، وتطور مجتمع المعرفة. هذا الدوران الحي والبنَّاء الذي تعيشه الأنساق الاجتماعية المحلية والدولية فرض لونا جديدا من التغيير على أنظمة التفكير داخل المؤسسات التربوية، فكان حتما أن تسير في الاتجاه الفعال، وتتبنى التغيير ومفهوم القيادة التربوية بحثا عن التميز والريادة، إنه نسق صغير متأثر بأنساق عامة كبرى، ولذلك يحق للمدبر الإداري تبعا للمرتكزات المرجعية في "الميثاق الوطني" و"الرؤية الاستراتيجية" أن يعزز رؤيتَه الإصلاحية بمبادئ القيم الوطنية والدينية والأخلاقية، فيجعل ذلك جزءا من غاياته التربوية والتدبيرية. من ثمة، فإن ثقافة التغيير تقتضي أُنموذجا يراعي خصوصيات الثقافة المغربية المحلية مع الاستفادة من النماذج العالمية، والسعي إلى تطوير المقترحات النظرية لقيادة التغيير.
ونظرا للصورة التي تُقدم عن الواقع التربوي ببلادنا، فإن مسؤولية الأطر التربوية تكبر يوما بعد يوم لتحقيق التطور المنشود، وإرجاع التحولات الاجتماعية والثقافية الممكنة للقيادة التعليمية، بعد أن تحولت إلى مواقع خلفية بسبب الثورة الإعلامية والرقمية.
لذلك فإن من أبرز ما ينبغي أن يتميز به الإطار التربوي القيادي المستقبلي: الاطلاع الواسع على واقع التعليم ببلاده عن كثب، وتتبع التقارير الرسمية الوطنية، والدولية، والإحصائيات المنشورة حديثا برؤية المتفهم، وذكاء المربي الناقد، وتجاوب المجتهد المقترح، والاقتراب مما يعرفه مجال التعليم على مستوى المناهج المجدِّدة، والطرائق البيداغوجية، ومشاكل التنفيذ.

المدخل الخامس: اللغة المؤثرة
قال رجل لبنيه: "يا بَنِيَّ أَصْلِحوا مِنْ أَلْسِنَتِكمُ، فإن الرَّجلَ تَنوبُه النائِبَةُ يحتاج أن يَتَجَمَّلَ فيها، فيَستعير من أخيه دابَّةً، ومن صديقه ثَوْبا، ولا يَجِد من يُعيرُه لِسانا". اللغةُ وعاءٌ للفكر، وبالفِكر نُغير، التحولات الكبرى التي ستحدث في العالم مستقبلا ستبدأ من الوعي باللغة المعبرة والخطاب المؤثر. وما يجري في العالم الآن من تغييرات وقوة نفوذ - بحق وبغير حق- إنما يتم بسلطان الخطاب وقوة لغة الإعلام، فاللغة المُحْكَمة القوية لها تأثير، ولا ينفع التهاون في ضبط أنساقها، أو الاستهانة بأدوارها. ولا يمكن أن ينجح أي مدبر إداري في أداء عمله بإتقان دون التحكم في أدوات التواصل الفعال كتابيا وشفويا، وقد أثار انتباهنا –مع تحفظ شديد - اعتماد الدارجة في الوسط التربوي عند أخذ الكلمة، وتداول الرأي في أمور لها علاقة بالفكر التربوي... وهذا ما يستدعي تغييرا حاسما سريعا من قِبل كل قادة التغيير اليوم، في أفق التحكم الكامل في لغة الخطاب بالعربية الفصيحة أثناء عقد الاجتماعات، ومناقشة قضايا التربية أثناء الدورات التكوينية واللقاءات العلمية. وسبب هذا - غالبا - العادة بإهمال كلي أو جزئي لاستعمال النسق العربي لا جهلاً بهذا النسق، وهو ما يمكن تداركه إذا ما توافرت الرغبة الحقيقية، والطموح إلى امتلاك أهم أدوات العمل الإداري، وهو قوة التحكم في اللغة، وفي أدوات الحجاج، وسلامة المنظور القيادي.
تُمَكِّن اللغةُ السليمةُ القوية القائدَ من الوصف الدقيق لما يُفكر فيه، ولما سيفعل أو ما أنجزه، وامتلاكها في المجال التربوي ليس فرض كفاية إذا حصل عند البعض سقط عن الكُل، فهي عماد شخصية القائد، ورُكْن ركين في مساره الإشعاعي. تسمح اللغة السليمة والمعبرة بالتأثير في الآخرين، وبلوغ مقاصد الخِطاب بِيُسر. تحمي المَلَكَةُ اللغويةُ الراسخة القائدَ، وتحمي مشاريعَه الإداريةَ والتربوية، وتُغنيه عن الاستعانة بغيره. ولذلك ينبغي إعطاؤها ما تستحق من العناية تكلما وضبطا، وقد رأينا مديرين يتعلمون أكثر من لغة بطلاقة، فالمسؤول القيادي مدعو إلى الكلام في كل مناسبة رسمية وغير رسمية، وأمام الضيوف والرؤساء والمسؤولين والعاملين معه في المؤسسة وأمام التلاميذ، بل في وسائل الإعلام معبرا عن مشاغل مؤسسته، وعن أدواره القيادية فيها، أو عما يجري في مجتمعه بشكل عام، ولا بد أن يُدعى إلى ذلك يوما فليستعد له.
اللغة سلاح القيادي الناجح، ولذلك فهو لا يكتفي منها بالقليل، فتجده حريصا على إغناء معجمه بالكلمات الجديدة، وضبط الأنساق اللغوية، والبحث في المعاجم، كما أنه لا يتحرج من سؤال ذوي الاختصاص، والبحث في المواقع الرقمية المختصة على النِّت. قال أحد الحكماء: "لو قُدِّر عَليَّ أَنْ أَفْقِد كُلَّ مواهِبي ومَلكَاتي، وكانَ لي اختيارٌ في أن أَحْتَفِظ بواحدة فقط، فلن أَتَردد في أن تكون هذه هي القدرةُ على التَّحَدث، لأنني من خلالها سَأستطيع أن أَستعيدَ البقيةَ بسرعة ...". ومن معالم عناية القائد المدبر باللغة العربية الفصيحة استعمالُها في الاجتماعات والمراسلات، وتجنبُ الاستخدام غير المبرَّر للعاميات والرَّطانات في مواضيع لا يصلح لها إلا العربية، أو إقحام الكلمات الأجنبية الغربية ودسها في الجسد اللغوي للعربية دون قيمة مضافة.
وأما سبيل تحسين الكفاية اللغوية وصقلها فهو التعلم الدائم، والمطالعة المستمرة المتأملة لجمال العربية، والاستماع إلى نماذج القول البليغ، قال ابن خلدون: "السَّمع أبو المَلَكات اللِّسانية"، ومن أَحب أن تتحقق لديه مَلَكة نسق لغوي فليُكثر من سماعه واستعماله.
المدخل السادس: تحصيل الكفايات المهنية الضرورية 
إن إحساس المدبر الإداري بموقعه القيادي، وما يُنتظر منه سيدفعه بلا ريب إلى الإبداع والاقتراح والتجديد، وإلى السعي إلى امتلاك الكفايات المهنية الضرورية لغويةً وتدبيريةً وتقنية، وخاصة ما يتعلق ببناء المشاريع، والاطلاع على ثقافة التفكير الاستراتيجي، والتخطيط الاستراتيجي، والبحث عن تكوينات ذاتية مستمرة في هذا المجال، والانخراط في مشاريع البحث التربوي، وضبط أدواته المنهجية، وصياغة أسئلته الإشكالية، وحسن التعامل مع مصادر المعلومات، مع التحرر من قيود استهلاك الأفكار والتصورات إلى تعميق التفكير التركيبي، وبناء الأطاريح الشخصية والدفاع عنها، والتخلص من عادات البحث السهلة، إلى مستوى القراءة الجوالة المُمَحِّصة والمتسائلة الباحثة عن أجوبة اجتهادية خاصة بقضية تربوية معينة، انطلاقا من الحاجيات المحلية الآنية للإصلاح، مع الإيمان العميق بأدوار قيادة التغيير في التنمية التربوية المؤسسية التي تقع على كاهل الجيل الجديد من الأطر الإدارية.
المدخل السابع : الرؤية الوجودية القاصدة
إن التغيير الذي يمكن أن يمارسه أي فاعل تربوي مؤثر لا بد أن ينطلق من تغيير الذات، والغوص في دواخلها لمغالبة نوازع السلب فيها ومقاومة زَوَغانها. وإذا كان الإنسان يولد على الفطرة السليمة، فإن تأثيرات التربية والمحيط تحوله إلى مواقع أخرى، ومواقف من الحياة والإنسان والوجود صحيحةً أو خاطئة، فضلا عما هو طبيعي أصلي في النفس الإنسانية من ميول إلى تلبية حاجيات الجسد وأهواء الروح، والبحث عن الأهمية بين الخلق بعد ذلك، فهو في صراع بين ما يهوى وبين معتقداته الدينية أو الاجتماعية أو ضوابط القانون.
تبعا لما ذُكر، وإسهاما في إغناء مجال الأدبيات الإدارية، عمِلنا على وضع تصور تركيبي يجمع بين الأسس النظرية في قيادة التغيير ومقاومته - كما تُرَوج لها كتب التدبير الإداري عامة- وبين المرتكزات الأساس في الأدبيات التربوية الرسمية، مع تعزيز ذلك بمقاصد الشريعة وقيمها الإنسانية من العدل والتسامح والمحبة

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: