صِناعَةُ قادةِ التَّغْيير في المجال التَّربوي نحو رُؤْيَةٌ مُتناغِمَةٌ مع عالَم مُتَغَيِّر


صِناعَةُ قادةِ التَّغْيير في المجال التَّربوي
نحو رُؤْيَةٌ مُتناغِمَةٌ مع عالَم مُتَغَيِّر

محمد  بازي






24 أبريل 2018

[أيها الحضور الكريم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من دواعي سروري أن ألتقي بكم عبر الكلمات هذه المرة، في هذا المقام العلمي، ويطيب لي أن أشارك في هذه الندوة التربوية بورقة  مختصرةموضوعها "صناعة القادة في المجال التربوي ، نحو رؤية متناغمة مع عالم متغير" آملا  أن يحصل الانتفاع بما فيها من تصورات ومقترحات ، راجيا لأعمال ندوتكم كل النجاح والتوفيق، ولمساراتكم المهنية كل البهاء والتألق  .]
    تقديم
        يسعى هذا العرض المقتضب إلى التذكير بالمداخل الأساس لتكوين عصري في مجال الإدارة التربوية متناغمٍ مع حاجيات العصر، يراهن على تحقيق أسس الحكامة الناجعة، والإدارة التربوية الناجحة، مع تأصيل مرجعية العمل الإداري وتحويل القيم الروحية في أبعادها المعتدلة المتسامحة والقيادية المتنورة إلى مجال عملي بيِّن الأهداف والمقاصد وواضح الغايات. وهو ما ينسجم  مع مرجعية النظام التربوي المغربي وفلسفته، فالقصد التذكير بالأسس المرجعية المنطلق منها وتعزيزها برؤى خاصة واجتهادات وتصورات، استكمالا لأنموذج القيم القيادية التي نسعى إلى تحقيقها على أرض الواقع، وسنقتصر على المحاور التالية:
                       - تغيير الذات مدخل  لتغيير ما حولها
                       - من المدير المكتبي إلى القائد المدبر
                       - نحو منظور شمولي للتغيير
                       - الحاجة إلى بناء نماذج محلية
                        - لغة القائد المدبر
 1- تغيير الذات مدخل  لتغيير ما حولها
         من المعلوم أن التجربة الوجودية لكل فرد تظل موضوع تغيير مستمر، وخاصة إذا انطلقت من رؤية شمولية للحياة، ومن تموقع مهني صحيح، وتزودت بالخبرة والمعرفة والقدرة العالية على التواصل. وهكذا، فإن التفقه في مآلات الوجود، وإدراك الترابط بين النسق الحياتي الشامل وبين النسق الفلسفي الشخصي (الرؤى والاتصافات) من شأنه أن يوجِد عند المدبرِ المربي تناغما مناسبا مع  متغيرات العصر، وخاصة إذا أدرك هذا القائد المدبر بأن الإصلاح والتغيير المنتظر منه وظيفيا هو نفسه الإصلاح المطلوب منه وجوديا، فهو مستخلف في تدبير شؤون نفسه وشؤون الناس  من حوله، وقد وُكِّل بكل ذلك ودُعي إلى طَرْق باب الحكمة والعلم والأخلاق لبلوغ كمال التدبير.
         كان الحديث عن التغيير إلى عهد قريب من قبيل الممنوعات، لأنه كان مرادفا لزعزعة الاستقرار الاجتماعي، لكن التغييرات التي عرفها العالم في العقود الأخيرة، والدينامية التي عرفتها البيئات الاجتماعية محليا، ونشاط منظمات تنمية المجتمع المدني أثَّرت في المنظور البعد العمودي للتغيير، فوجدت الدولة في الجمعيات شريكا حقيقيا للتنمية، تعززت ثقافة الحوار والتشارك والتقاسم، ونجحت مشاريع كثيرة قائمة على منظور تغيير الواقع الاجتماعي بمشاريع التنمية المحلية وبقادة استراتيجيين ميدانيين .
أصبحت قيادة التغيير - اليوم- مطلبا ملحا لتحقيق التنمية الاجتماعية والثقافية والسياسية، وتم الاقتناع بأهمية القادة المحليين في التغيير وتطوير أدوات العمل لتحقيق الجودة. وتعززت أدبيات قيادة التغيير في المجال الاقتصادي، بتنظيم دورات تكوينية للقادة والمدبرين الإداريين، وبظهور تأليفات كثيرة في مجال التدبير الإداري الناجح وفق مقاربات تشاركية في مجال التنمية والتغيير لتطوير القطاعات الحيوية، وتم الاقتناع بأن طريق النجاح وتحقيق المردودية العليا يبدأ بنشر ثقافة القيادة الناجحة والتدبير التشاركي، والعمل على تدبير النزاعات المهنية وتحقيق شروط التوافق بين الأطراف المعنية بالتغيير .
2- من التدبير الإداري  إلى الرؤية القيادية
 في المجال التربوي وفي ميدان التدبير الإداري، تبين أن تغيير منظور المديرين للإدارة التربوية أصبح ضروريا ليلائم ثقافة التنمية المحلية الساعية إلى تكوين الرؤى الجديدة، والأفكار المبتَكَرة، والمقترحات التدبيرية العصرية، والانخراط في تأسيس فِرق عمل، والبحث عن الشركاء المحليين والدوليين لحل مشكلات الواقع. المكتب وأدواته وألوانه لا تصنع التغيير، والإدارة المركزية لم تعد المسؤولة الوحيدة عن التنمية الوطنية والجهوية، بل الشركاء المحليون والممثلون الرسميون لكل قطاع حيوي هم ركائز تدبير المؤسسات . هذا ما يقوم عليه المنظور الجديد للمدبر الإداري في مشاريع الرؤية الاستراتيجية، وأصبح لازما أن يتسلح أي مسؤول إداري بثقافة التغيير فلسفةً واطلاعًا وفهمًا وضبطًا وتطبيقا، وأن يدرك أدواره في تنمية واقعه العملي بأدوات معرفية وتواصلية، وبمهارات تدبيرية، وبمقومات فنية في الأسلوب المهني والحس التفاعلي والتشاركي.
من هذه المنطلقات نبعت الحاجة إلى تكوين أساس في القيادة التربوية، بل إلى تكوين مستمر ودورات تطبيقية وتحسيسية متتابعة،  مع تشجيع التميز، وإظهار النماذج الناجحة، والاحتفال بها. ينبغي إذاً إحداثُ تغييرٍ في تمثلات الفاعل الإداري المكتبي لاحتضان أنموذج الفاعل القيادي الذي يجعل من الإدارة وسيلة لا غاية، ولا دليل على حدوث ذلك إلا أن يبرهن  هذا الفاعل الإداري على مستويات عليا من الاتصاف بأخلاقيات القيادة في صورها الأكثر حداثة.
 3- نحو منظور شمولي للتغيير
       يحتاج النسق الثقافي المؤسسي إلى تداول أفكار جديدة عن قيادة التغيير، بنشر تصورات حداثية عن التدبير التشاركي بين القائد التربوي ومن يعمل بجنبه من المدرسين، مما يقتضي تكوين هيئة التدريس كذلك وفق هذه المستجدات، وإطلاعها على المنظور الجديد للقيادة التربوية المؤسسية . وهكذا – وانطلاقا من تقارير المجلس الأعلى للتعليم الأخيرة ورؤيته الإصلاحية- فإن فقه ثقافة التغيير، والانخراط في الأوراش الإصلاحية بالمؤسسات التربوية، ينبغي أن يكون جزءا من تكوين المدرسين كذلك حتى ينخرطوا في مشاريع التغيير البناءة بشكل تشاركي فعال، فلا يتقمصون دوما دور المعارض أو المخالف الذي يعرقل كل تنمية محلية. وقد قيل: خُطّاف واحد لا يَصْنع الرَّبيع. وفارس واحد لا يثير الغبار.
          لعملية التغيير مداخل كثيرة أهمها في الاعتبار تكوين أطر القيادة التربوية الناجحة، وتكوين المدرسين تكوينا مهنيا وتشاركيا جامعا، بل ينبغي تحسيس المتعلمين وأولياء أمورهم بأدوارهم في تطوير المشاريع الثقافية والتنموية والإصلاحية والتنظيمية والتربوية، وجعلهم ينخرطون فيها اقتراحا ودعما وتنفيذا وحماية.
      كل مدبر إداري يمكن أن يكون  قائدا رائدا في مؤسسته، وقد مُنح صلاحيات قوية للاقتراح التنموي، وهندسة التغيير وقيادة مشاريعه، وصناعة النجاح التربوي على قدر طاقته الإبداعية والتقنية والتواصلية بتحويل الرؤى المبتكرة المنبثقة عن واقع المؤسسة إلى مشاريعَ قابلةٍ للإنجاز كما يمكن استعارتها من واقع مشابه وتعديلها حتى تفي بمتطلبات مؤسسته، مع ما يقتضيه ذلك من تخطيط واقتراح وإقناع العاملين معه بالانخراط في التغيير، واستثمار كل ما هو متاح من الإمكانيات البشرية والمادية  لبلوغ واقع آخر مأمول يطور أسلوب العمل أو مردوديته أو جماليته، ويُحَسِّن الأداء، ويضمن مزيدا من الثراء الفكري والمادي .
4- الحاجة إلى بناء نماذج محلية
      يعرف المجتمع العصري دينامية تطورية واسعة شملت كل مناحي الحياة، وارتبطت بالحداثة الاقتصادية والإدارية والانفجار الرقمي، وتطور مجتمع المعرفة. هذا الدوران الحي والبنَّاء الذي تعيشه الأنساق الاجتماعية المحلية والدولية فرض لونا جديدا من التغيير على أنظمة التفكير داخل المؤسسات التربوية، فكان حتميا أن تسير في الاتجاه الفعال، وتتبنى التغيير ومفهوم القيادة التربوية بحثا عن التميز والريادة، إنه نسق صغير  متأثر بأنساق عامة كبرى، ولذلك يحق للمدبر الإداري تبعا للمرتكزات المرجعية في الميثاق الوطني والرؤية الاستراتيجية أن يعزز رؤيته الإصلاحية ومبادِئَه العمليةَ بخلفياتِ مبادئ القيم الوطنية والدينية والأخلاقية فيجعل ذلك جزءا من غاياته التربوية والتدبيرية. من ثمة،  فإن ثقافة التغيير تقتضي أنموذجا محليا يراعي خصوصيات الثقافة المغربية المحلية مع الاستفادة من النماذج العالمية، والسعي إلى تطوير المقترحات النظرية لقيادة التغيير.
       ونظرا للصورة التي تُقدم عن الواقع التربوي ببلادنا، فإن مسؤولية الأطر التربوية تكبر يوما بعد يوما لتحقيق التطور المنشود، وإرجاع التحولات الاجتماعية والثقافية الممكنة للقيادة التعليمية، بعد أن تحولت إلى مواقع خلفية بسبب الثورة الإعلامية والرقمية. لذلك فإن من أبرز ما ينبغي أن يتميز به الإطار التربوي القيادي المستقبلي: الاطلاع الواسع على واقع التعليم ببلاده عن كثب، وتتبع التقارير الرسمية الوطنية والدولية والإحصائيات المنشورة حديثا برؤية المتفهم، وذكاء المربي الناقد، وتجاوب المجتهد المقترح، والاقتراب مما يعرفه مجال التعليم على مستوى المناهج المجدِّدة، والطرائق البيداغوجية، ومشاكل التنفيذ.
5-لغة القائد المدبر
[أعزائي قادة المستقبل
أحببت أن أوجه عنايتكم إلى لغة القائد المدبر]
        قال رجل لبنيه: " يا بَنِيَّ أَصْلِحوا مِنْ أَلْسِنَتِكمُ، فإن الرَّجلَ تَنوبُه النائِبَةُ يحتاج أن يَتَجَمَّلَ فيها، فيَستعير من أخيه دابَّةً، ومن صديقه ثَوْبا،  ولا يَجِد من يُعيرُه لِسانا».  اللغة وعاء للفكر، وبالفكر نغير، التحولات الكبرى التي ستحدث في العالم مستقبلا ستبدأ من الوعي باللغة المعبرة والخطاب المؤثر. وما يجري في العالم الآن من تغييرات وقوة نفوذ- بحق وبغير حق- إنما يتم بسلطان الخطاب وقوة لغة الإعلام، فاللغة المحكمة القوية لها تأثير، ولا ينفع التهاون في ضبط أنساقها، أو الاستهانة بأدوارها. ولا يمكن أن ينجح أي مدبر إداري في أداء عمله بإتقان دون التحكم في أدوات التواصل الفعال كتابيا وشفويا، وقد أثار انتباهنا –مع تحفظ شديد - اعتماد الدارجة في الوسط التربوي عند أخذ الكلمة وتداول الرأي في أمور لها علاقة بالفكر التربوي، وهذا ما يستدعي تغييرا حاسما سريعا من قِبل كل قادة التغيير اليوم، في أفق التحكم الكامل في لغة الخطاب بالعربية الفصيحة أثناء عقد الاجتماعات، ومناقشة قضايا التربية أثناء الدورات التكوينية واللقاءات العلمية. وسبب هذا –غالبا- العادة بإهمال كلي أو جزئي لاستعمال النسق العربي لا جهل  بهذا النسق. وهو ما يمكن تداركه إذا ما توافرت الرغبة الحقيقية، والطموح إلى امتلاك أهم أدوات العمل الإداري، وهو قوة التحكم في اللغة، وفي أدوات الحجاج، وسلامة المنظور القيادي.
      تُمَكِّن اللغة السليمة القوية القائد من الوصف الدقيق لما يُفكر فيه، ولما سيفعل أو ما أنجزه. وامتلاكها في المجال التربوي ليس فرض كفاية إذا حصل عند البعض سقط عن الكُل، فهي عماد شخصية القائد، ورُكْن ركين في مساره الإشعاعي. تسمح اللغة السليمة والمعبرة بالتأثير في الآخرين، والملكة اللغوية الراسخة تحمي القائد، وتحمي مشاريعه الإدارية والتربوية، وتغنيه عن الاستعانة بغيره . ولذلك ينبغي إعطاؤها ما تستحق من العناية تكلما وضبطا،  وقد رأينا مديرين يتعلمون أكثر من لغة بطلاقة، فالمسؤول القيادي مدعو إلى الكلام في كل مناسبة رسمية وغير رسمية، وأمام الضيوف والرؤساء والمسؤولين والعاملين معه في المؤسسة وأمام التلاميذ، بل في وسائل الإعلام معبرا عن مشاغل مؤسسته وعن أدواره القيادية فيها، أو عما يجري في مجتمعه بشكل عام ولا بد أن يُدعى إلى ذلك يوما فليستعد له.
        اللغة سلاح القيادي الناجح ولذلك فهو لا يكتفي منها بالقليل فتجده حريصا على إغناء معجمه بالكلمات الجديدة، وضبط الأنساق اللغوية، والبحث في المعاجم، كما أنه لا يتحرج من سؤال ذوي الاختصاص، والبحث في المواقع الرقمية المختصة على النِّت. .قال أحد الحكماء:" لو قُدِّر عَليَّ أَنْ أَفْقِد كُلَّ مواهِبي ومَلكَاتي وكانَ لي اختيارٌ في أن أَحْتَفِظ بواحدة فقط فلن أَتَردد في أن تكون هذه هي القدرةُ على التَّحَدث، لأنني من خلالها سَأستطيع أن أَستعيدَ البقيةَ بسرعة ..".ومن معالم عناية القائد المدبر باللغة العربية الفصيحة استعمالُها في الاجتماعات والمراسلات، وتجنبُ الاستخدام غير المبرَّر للعاميات والرَّطانات في مواضيع لا يصلح لها إلا العربية، أو إقحام الكلمات الأجنبية الغربية ودسها في الجسد اللغوي للعربية دون قيمة مضافة.
       وأما سبيل تحسين الكفاية اللغوية وصقلها فهو التعلم الدائم،  والمطالعة المستمرة المتأملة لجمال العربية ، والاستماع إلى نماذج القول البليغ، قال ابن خلدون: " السَّمع أبو المَلَكات"( انتهى كلامه)، ومن أَحب أن تتحقق لديه مَلَكة نسق لغوي فليُكثر من سماعه واستعماله.
الخلاصة
         إن إحساس المدبر الإداري بموقعه القيادي، وما يُنتظر منه سيدفعه بلا ريب إلى الإبداع والاقتراح والتجديد، وإلى السعي إلى امتلاك الكفايات المهنية الضرورية لغويةً وتدبيريةً وتقنية، وخاصة ما يتعلق ببناء المشاريع، والاطلاع على ثقافة التفكير الاستراتيجي، والتخطيط الاستراتيجي، والبحث عن تكوينات ذاتية مستمرة في هذا المجال، والانخراط في مشاريع البحث التربوي، وضبط أدواته المنهجية، وصياغة أسئلته الإشكالية، وحسن التعامل مع مصادر المعلومات، مع التحرر من قيود استهلاك الأفكار والتصورات إلى تعميق التفكير التركيبي، وبناء الأطاريح الشخصية والدفاع عنها، والتخلص من عادات البحث السهلة، إلى مستوى القراءة الجوالة المُمَحِّصة والمتسائلة الباحثة عن أجوبة اجتهادية خاصة بقضية تربوية معينة، انطلاقا من الحاجيات المحلية الآنية لإصلاح مع الإيمان العميق بأدوار قيادة التغيير في التنمية التربوية المؤسسية التي تقع على كاهل الجيل الجديد من الأطر الإدارية. 
    [  أعزائي أطر الإدارة التربوية
           لعل فيما ذكرت كفاية، وما قصدي إلا التفاعل مع عقولكم العالِمة -مرة أخرى- والتي سعدتُ كثيرا خلال هذا الموسم التكويني بتعاونها الجدي لبناء الأفكار القيادية، ومناقشة القضايا التربوية الإشكالية، كما أَنِسْتُ بجمال أخلاقها وحسن تفهمها وعطائها. أشكر للمُقَدِّم تَكرُّمَه بتقديم ما قَدَّم، وحِرصَه على البيانِ وتأنيقِ العبارة بالصوت والإشارة، وأود أن أتقدم بجزيل الثناء لإدارة المركز الجهوي سوس ماسة وللجنة المنظمة على جهودها الكبرى لإنجاح هذا القاء العلمي، وللحضور الكريم كل التقدير على جميل العناية بالخطاب، وحسن الاستماع.
      ربنا أَدخِلنا مُدْخل صِدْق وأَخْرجنا مُخْرَج صِدق واجعل لنا من لدنك سلطانا نصيرا  . والسلام عليكم ورحمة الله.]
أ‌.        د. محمد بازي

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: